رمضان كريم يا حكومة!!
الشعب يدرك أهمية الاستقرار الذي ينعم به حاليًا، لأنه ذاق ألم المعاناة من الفوضى وعدم الاستقرار الذي ساد الشارع المصري في أعقاب أحداث يناير 2011.. الاستقرار بدأ مع نجاح ثورة 30 يونيو المجيدة وأساسيات الدولة التي كانت على مشارف الانهيار، بعد أن أصبحت شبه دولة، والانطلاق إلى الأمام رغم الحرب ضد الإرهاب، والتي فرضت العملية الشاملة سيناء 2018 للقضاء على قوى الشر الذي تم تصديره إلينا من دول لا تريد لنا الخير أو الاستقرار..
وها هم خير أجناد الأرض يقدمون أرواحهم فداءً للوطن، ويواصلون الانتصارات الواحدة تلو الأخرى، وقريبًا جدًا سوف تتطهر أرض الفيروز من الإرهاب الأسود.. هذه الحرب تكلف الوطن الكثير والكثير سواء من المال أو الدماء وقد فرضت علينا مواجهتها بالقوة الغاشمة..
نستقبل شهر رمضان المبارك شهر الانتصارات، وجميع المصريين يتطلعون لوقف نزيف الأسعار التي ترتفع بشكل سريع، دون مراعاة للأزمات التي تواجه أغلبية الأسر المصرية.. نعم مصر بدأت الإصلاح الاقتصادي بإصرار شديد على التعامل بجدية مع التحديات المتراكمة والمزمنة التي عانى منها الاقتصاد لعقود طويلة، فاستحق إشادة صندوق النقد الدولي بتجربة الإصلاح الاقتصادي المصري، وشجاعة القيادة السياسية في تبني سياسات إصلاحية جريئة، أدت إلى تخفيف العبء عن مصر، وتحسين المؤشرات الاقتصادية، وهذا بالطبع سوف يجني الشعب ثماره في الوقت المناسب..
المهم أن الشعب هو الفارس الذي تحمل الصعاب في كل المجالات، من أجل أن تنهض مصر من أزمتها الاقتصادية، ودائما ما يشيد الرئيس عبد الفتاح السيسي به، ويؤكد تقديره لوعي المصريين لطبيعة التحديات التي تواجه الوطن.. لكن الحكومة فقدت سيطرتها على الأسعار، وقراراتها لا تصب في صالح المواطنين، كما فقدت مراقبة الأسعار، وكل قرار تتخذه يكون ضحيته المواطن، وأيضًا البرلمان الذي يدعي أنه برلمان حرب، ويقوم بتقييم أداء الوزراء..
رمضان هذا العام مختلف عن سنوات زمان، الأسعار نار، وياميش ومكسرات رمضان للأغنياء فقط، والفقراء يمتنعون.. أرى أن الحكومة أو البرلمان في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، ولسان حالهم لا مساس بمحدودي الدخل.. أستحلفكم بالله لا تكرروا هذه العبارة التي أصبحت مظلة لتمرير القرارات الصادمة.. ورمضان كريم..