أسرار برنامج ياسر برهامي في رمضان.. مدته 5 دقائق ويذاع على المنصات الرقمية فقط.. وهدفه استعادة عرش السلفيين.. اللجنة الإعلامية للدعوة تتولى مهمة «التسويق الإلكتروني» والشباب مسئوليتهم «
فقد السلفيون سيطرتهم على الشاشات، وأصبح وجودهم داخل المساجد أمرا غير مرغوب فيه، انفض الناس من حول شيوخهم، واختاروا البُعد عنهم، بسبب أفكارهم الظلامية، واصطدامها بالطبيعة السمحة للشعب المصري، لذلك لم يكن أمام قيادات الدعوة السلفية طريقا يطلون من خلاله على أتباعهم سوى الفضاء الإلكتروني.
قيادات الدعوة بدأت لملمة أوراقها والبحث عن أي مسلك من الممكن أن يعيد جذب الجمهور إليها، أو الإبقاء على مريديهم بين جنباتهم وذلك أضعف الإيمان، لذا بدأ الاستعداد لخوض ماراثون شهر رمضان المقبل، ومع حرمانهم من فرض سيطرتهم على المنابر وساحات الصلاة بات ضروريا البحث عن طرق جديدة لإيصال كلماتهم وأصواتهم إلى جمهورهم العريض، لذا وجدت الدعوة في مواقع التواصل الاجتماعى سبيلا لها، فضلا عن موقع الفيديو العالمي يوتيوب.
وضمن الاستعدادات التي تكرس الدعوة السلفية شبابها لها، الاستحواذ على نصيبهم من تورتة مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان بحشد أكبر عدد ممكن من مريديهم على صفحات تحمل اسم الدعوة السلفية سواء كانت رسمية أو غير رسمية، ومجموعات سرية ومعلنة من أجل نشر مقاطع الفيديو والدروس التي سيبثها الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية والناهى داخل أروقة الدعوة.
برهامى بدأ الاستعداد لإثبات حضوره في شهر رمضان من خلال بث حلقات مصورة عبر القناة الرسمية للدعوة السلفية على موقع يوتيوب.
وحسب مصدر مطلع من المقرر أن يذيع “برهامي” ثلاثين حلقة طوال شهر رمضان لا تتجاوز مدة الحلقة 5 دقائق، كل حلقة تتضمن درسا سريعا في أمور الدين والشريعة، ولا مانع أن يتخلل تلك الحلقات عدد من الفتاوى التي تأتى على شاكلة تساؤلات من متابعى الشيخ سواء على القناة الرسمية للدعوة السلفية أو عبر الموقع الإلكترونى الناطق باسم الدعوة السلفية “صوت السلف”.
ونظرا للأزمة المالية التي تضرب الحزب والدعوة وانفضاض رجال الأعمال ذوى التوجه السلفى بعيدا، ورفضهم استمرار دعمهم ماديا، قرر “برهامي” واللجنة الإعلامية أن يكون التصوير بأبسط الأدوات المتاحة، ووقع الاختيار على منزل برهامى بالإسكندرية، ليكون بمثابة ستديو تصوير البرنامج، وسيتم الاعتماد على معدات موقع صوت السلف، بدلا من تأجير معدات أخرى تقليلا للنفقات التي سيتحمل جزءا منها برهامى نفسه.
أما دور اللجنة الإعلامية فينصب على التسويق الإلكترونى لتلك الحلقات، وتوزيعها جغرافيا، بحيث تلقى القبول من أعضاء الدعوة المنتشرين في عدد من محافظات الجمهورية.
أما الإعلانات مدفوعة الأجر على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك فسيتم استبدالها بتعيين مجموعة من شباب الدعوة المخلصين، تتلخص مهمتهم في تحقيق انتشار على صفحات المحافظات والمراكز والصفحات الشبابية للشريحة المستهدفة، على أن يكون التواجد على مدى اليوم من خلال تبديل «شفتات» على النشر.
وتحاول الدعوة السلفية إثبات وجودها بأقل تكلفة، وبأكبر قدر ممكن، في ظل الأزمة المالية التي تواجهها من ناحية، والتضييق الأمني من ناحية أخرى، فضلا عن الرفض الشعبى لكل من ينتمون لتيارات الإسلام السياسي، ويستخدمون الدين لأغراض بعيدة تماما عن الدعوة.
"نقلا عن العدد الورقي"...