رئيس التحرير
عصام كامل

«تمر هندي قريب نادية الجندي».. حكاية بائع في شارع المعز «فيديو»

فيتو

«تمر هندي قريب نادية الجندي» كلمات لا بد وأن تلتقطها أذنك فور وصولك إلى شارع المعز الذي تختلط به أصوات ولغات تكون مألوفة للبعض وغير مألوفة لآخرين. فتجعلك الكلمات تنساق وراء صاحبها لتروي عطشك من حرارة الشمس.


ومن سوريا بدأ طموح السقا طارق سلامة البالغ من العمر 40 عاما، حيث تعرف على صديق سوري عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك والذي رسخ بداخله شغف تعلم تلك المهنة ومعرفة أسرارها الخاصة وما يحتاجه من معدات لاتمام المهمة بنجاح.

وكان السقا قديما هو الشخص المسئول عن نقل المياه من الخزانات ونهر النيل إلى المساجد والمدارس والمنازل، وذلك لعدم وصول المياه إلى هذه الأماكن لخدمة الأهالي.

وأخذت مهنة السقا في الاحتضار منذ عام 1865م حينما أنشأت شركة المياه، وبدأت في إنشاء آلات الضخ وأنابيب للمياه توزع المياه داخل مدينة القاهرة ولكن السقا لم ينته نهائيا، فهناك أكثر من 68 منطقة عشوائية حول القاهرة لا تصل إليها المياه النظيفة، وبذلك يكون هناك ضرورة لوجود هذه المهنة لكي ينقل المياه إلى هذه المناطق، كما أنه بتطور العصر أصبح السقا لا يقتصر على المياه فقط فأصبح هناك سقا يجوب الشوارع بالعصائر المختلفة والمناسبة للأعمار والأذواق كافة.

يأتي طارق من أقصى الصعيد ليمارس مهنة شريفة يستطيع بها أن يعول أسرته «زوجته وطفليه» المقيمين بالصعيد كما يصطحب ابنه الأكبر أحيانا ليرى معالم القاهرة الكبري.

ويتابع طارق حديثه، واجهت العديد من العوائق في بداية التجول بالتمر والعرقسوس في شارع المعز من قبل المارة وسخريتهم من مهنتي في البداية وتعسر إجراءات شرطة السياحة لكني تغلبت عليها مع مرور الوقت، فالابتسامة والمعاملة الحسنة كانت سر النجاح، كما أن لي زبائني الخاصة ففور وصولي إلى شارع المعز يبحثون عني لشراء التمر والتقاط الصور معي نظرا لهيئة ملابسي المتأثرة بالهيئة السورية والقبعة التي تجذب السائحين الذين تعلمت منهم الكثير من اللغات الهندية والفرنسية والإيطالية.

وتابع طارق كلماته، «كنت في الأول لما حد يطلب مني يبل ريقه ببلاش عشان معهوش فلوس وعطشان كنت برفض بس اكتشفت مع الوقت أن لما تسيبها لله وتفرجها على الناس ربنا هيفرجها عليك عشان كدة مبردش أي حد يقولي عاوز أشرب ومعيش فلوس الرزق بتاع ربنا».

الجريدة الرسمية