رئيس التحرير
عصام كامل

اقبضوا على رئيس حي الهرم


شارع المطبعة الجميل الممتد من شارع الهرم إلى الدائري، شارع المطبعة الذي تقع به واحدة من أهم مؤسسات مصر وهي مطبعة البنك المركزي بسورها المميز بإجراءاته الأمنية الكبيرة، هذا الشارع ظل لفترة يتمنى سكانه إعادة رصفه بعد سنوات طويلة بلا اهتمام، وأصبح -على الرغم من أهميته- غاية في الإزعاج للعابرين منه، وقبل أكثر من عام -يقول الأهالي- إنهم فوجئوا بشارعهم على خطة الرصف وأيقنوا أن شارعهم أخيرًا على جدول أعمال الدولة، وبالفعل ظهرت أدوات الرصف التي أنجزت عملها في زمن قياسي وبمعايير -يقول أهالي الشارع- جودة عالية، وليس مثل الرصف القديم الذي كان يتأثر كثيرًا بعد أشهر من الرصف.


هذا الرصف الذي أنفقت عليه الدولة الملايين انتهى الآن ودُمِّر ولم يعد صالحًا، مياه المجاري التي كان يجب إصلاحها قبل الرصف لم تُصلح وانفجرت وأغرقت الشارع، وإلى هنا كان يمكن علاج كل شيء، إلا أن أحدًا لم يتحرك لإصلاح الانفجار، ومن ثم استمرت المياه في الشارع مدة تقترب من الشهر فتآكل الرصف، وتقريبًا لو جفت المياه لظهر التجريف الكبير في أرض الشارع، ومن ثم سيحتاج إلى رصف جديد.

هل توقف الأمر عند ذلك؟ لا، فقد تسربت المياه إلى شوارع محيطة، والسؤال: هل هناك مخاطر منها؟ بالطبع ليس بالضرورة أن تكون هناك مخاطر للشكوى، إذ يكفي عدم قدرة الأهالي الوصول إلى بيوتهم، ومع ذلك يشكون من وصول المياه إلى كشك الكهرباء الرئيسي وبما يهدد حياة الناس للخطر.

هل أُبلِغ رئيس الحي؟ نعم، تم -هكذا يقول الأهالي- وهل أُبلِغت إدارات الصيانة؟ نعم، أُبلِغن بل أرسلت بالفعل سيارة سحب المياه مرة وأخرى ثم توقفوا، ومن ثم فهم على علم بما يجري خصوصًا أنه حدث مرات عديدة طوال العام الماضي ولكن بدرجة أقل.

ينافس الإهمال الآن الفساد في الإضرار بالمال العام، وفي تعاسة المصريين رغم أن العكس هو المطلوب، ولو رصدنا كم حالة إهمال مماثلة بطول البلاد وعرضها لأدركنا كم الضائع من أموال المصريين، وكم المعاناة التي يعيش فيه سكان هذه الأماكن، فضلاً عن المخاطر.

هل محافظ الجيزة يعرف؟ لو مر ولو مرة واحدة من هناك لرأى بنفسه، وكما يقول الأهالي لو مر مرة واحدة في العام الماضي وليس الشهر الفائت وحده، وهكذا مناطق عديدة في محافظة الجيزة، لا يعرف عنها المحافظ شيئًا.

أخيرًا: هل لدينا ما يثبت ذلك؟ نعم، الأهالي زودونا بالصور وبأسماء الموظفين الذين زاروا المكان، وهم على استعداد لاستقبال أي لجنة، ونحن على استعداد لاستقبال أي مظهر للإهمال أو الفساد في أي مكان، فالتصدي له مهمة كل شرفاء الشعب المصري الذي آن الأوان لحماية ممتلكاتهم ومطاردة أي فاسد وأي مهمل، كما أنه آن الأوان لمحاسبة رئيس حي الهرم ليس عن الأموال المهدرة فقط ولا عن جحيم يعيش فيه الأهالي، ولا عن المخاطر التي تهددهم.. إنما عن كل ذلك.
الجريدة الرسمية