رئيس التحرير
عصام كامل

ميركل: العلاقات عبر الأطلسي مهمة رغم الخلاف حول إيران

 المستشارة الألمانية
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

جددت المستشارة الألمانية، ميركل، تأكيدها أن برلين تسعى للحوار مع طهران للبقاء في الاتفاق النووي رغم انسحاب واشنطن منه، وذلك تزامنًا مع اتفاق أوروبي إيراني على أهمية بلورة الجانبين لحلول عملية لإنقاذ الاتفاق النووي.

قالت المستشارة الألمانية ميركل: اليوم إن أفضل طريقة للتعامل مع المخاوف الدولية إزاء دور إيران في المنطقة وبرنامجها للصواريخ الباليستية هي البقاء في إطار الاتفاق النووي مع طهران حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

وتابعت في كلمة أمام البرلمان الألماني "السؤال هو إذا كان بالإمكان إجراء محادثات بشكل أفضل في حالة إنهاء الاتفاق أم بالبقاء فيه... نقول يمكن الحديث بشكل أفضل في حالة البقاء فيه".

وأوضحت المستشارة أن العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة ينبغي أن تصمد في وجه خلافات مثل النزاع الدبلوماسي بشأن برنامج إيران النووي. "رغم كل الخلافات بيننا هذه الأيام لا تزال العلاقات عبر الأطلسي مهمة"، وأضافت "لكن هذه العلاقات عبر الأطلسي ينبغي أن تصمد أمام الاختلاف في الرأي ولا سيما مثلما نشهد هذه الأيام في ظل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران".

من جهتها قالت فيديريكا موغيريني، منسقة شئون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إن إيران وشركاءها الأوروبيين اتفقوا على العمل من أجل إيجاد "حلول عملية" تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع طهران.

والتقى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مع نظرائه من ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، إلى جانب موغيريني، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بإعادة فرض العقوبات على إيران والشركات التي تعمل هناك.

وتعهد الأوروبيون بدعم اتفاق 2015 الذي يهدف إلى منع إيران من صنع قنبلة نووية، مع البحث عن طرق للحفاظ على المزايا الاقتصادية التي وُعدت إيران بها مقابل استمرار امتثالها لما يقتضيه الاتفاق.

وقال ظريف في أعقاب محادثات بروكسل "بدأنا العملية، أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح الآن". وأضاف "أعتقد أنها بداية جيدة". وقالت موغيريني: إن مناقشات ستجرى على مستوى الخبراء حول استمرار بيع النفط والغاز الإيراني والمعاملات المصرفية مع إيران، وكذلك النقل البحري والبري، والجوي، والسكك الحديدية، وتوفير ائتمانات التصدير والآليات المالية الأخرى.

وأضافت "جميع الأطراف على دراية بأن هناك حاجة إلى حلول عاجلة لإنقاذ هذا الاتفاق".

ويدرس الاتحاد الأوروبي الإجراءات التي يمكن اتخاذها لحماية الاستثمارات الأوروبية في إيران، بعد أن حددت طهران إنذارًا نهائيًّا مدة 60 يومًا لبروكسل لضمان استمرار تنفيذ الاتفاق، وللحفاظ على الاتفاق، ينبغي للاتحاد الأوروبي تأكيد أن الالتزام به لا يزال في صالح طهران، عبر ضمان إمكانية استمرار التجارة مع إيران، رغم التهديد المتجدد بالعقوبات الأمريكية.

عقوبات أمريكية
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على محافظ البنك المركزي الإيراني، ولي الله سيف، وعلى مصرف البلاد الإسلامي، الذي مقره العراق "لتحويلهما ملايين الدولارات" للحرس الثوري الإيراني مع سعي واشنطن لوقف تمويل ما تصفه بأنشطة إيران الخبيثة في الشرق الأوسط.

وقال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين: إن سيف حول سرًّا ملايين الدولارات نيابةً عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من خلال مصرف البلاد "لتعزيز أجندة حزب الله التي تتسم بالعنف والتطرف".

وقال منوتشين في بيان "من الأمور المروعة ولكن غير المفاجئة تآمر أرفع مسوؤل مصرفي إيراني مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لتسهيل تمويل جماعات إرهابية مثل حزب الله، وذلك يقوض أي مصداقية قد يدعيها في حماية نزاهة هذه المؤسسة بصفته محافظًا لبنك مركزي".

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في حديث في بروكسل العقوبات على محافظ البنك المركزي بأنها غير قانونية، وأدرجت أيضًا الخزانة الأمريكية علي ترزالي، مساعد مدير الإدارة الدولية بالبنك المركزي الإيراني، وآراس حبيب، رئيس مصرف البلاد الإسلامي، ضمن القائمة السوداء.

وقالت الوزارة: إن العقوبات ضد سيف وترزالي لن تؤثر بشكل فوري في تعاملات البنك المركزي، لكنها أضافت أن العقوبات التي يجري إعادة فرضها بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي سوف تؤثر في تعاملات معينة للبنك المركزي بالدولار الأمريكي ابتداءً من السابع من أغسطس / آب 2018.

ح.ز/ م.س (د.ب.أ، رويترز)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية