رئيس التحرير
عصام كامل

بائع أنابيب ينصب على شباب كفر الشيخ بحجة تسفيرهم للخارج.. الضحايا: مكثنا 3 أيام بدون طعام.. وآخرون لا يملكون تذكرة العودة وعالقون بمطار الإمارات.. والأمهات: مهددون بالحبس (فيديو وصور)

فيتو

«أكثر من 60 شابا حياتهم أصبحت جحيما وأمهاتهم باتت مهددة بالحبس»، بتلك العبارات المؤلمة، بدأ شباب قرية العالمية بمركز بيلا بكفر الشيخ حديثهم لـ «فيتو»، وذلك عقب قيام أحد الأشخاص يدعى «م.ص»، وزوجته «أ. ع»، من أهالي القرية بالنصب على شباب القرية والقرى المجاورة وإيهامهم بالسفر لدولة الإمارات العربية مقابل 45 ألف جنيه لكل شاب، وحصولهم هناك على فرصة عمل وسكن.


بداية الواقعة
القصة بدأت يوم 5 مايو الماضى عندما سافر 12 شابا لدولة الإمارات بغرض العمل هناك، إلا أنهم فوجئوا بتعرضهم لعملية نصب، إذ لم يجدوا العمل في انتظارهم ولا يوجد أية عقود، وأن الشيء ذاته تعرضت له المجموعة التي سبقتهم من الشباب، ليقضوا 3 أيام في المطار ويعودوا لمصر محملين بآمال محطمة، لتأتي الكارثة الكبرى، أن الشباب الذين وقعوا في فخ هذا النصاب ليسوا فقط من قرية «العالمية» ولكن أيضا من قرى (سنباره ودخميس وحوشة الدوار وسيدى حمود وكذلك مركز الحامول والمحلة بالغربية وغيرهم) وأن إجمالي المبالغ التي استولى عليها المتهم بالنصب عليهم تقدر بـ 3 ملايين جنيه.

ويقول محمد عبدالخالق الدسوقي، 24 عامًا، حاصل على دبلوم زراعى، لـ "فيتو"، إن بداية الموضوع كان عندما جاءت شقيقتى لتخبرنى أن "بائعة الأنابيب بالقرية وزوجها" يقومون بجمع أموال من الشباب مقابل تسفيرهم للخارج، وللأسف صدقنا ذلك لأنهم جيراننا منذ أكثر من 30 عاما، ولم نشك للحظة واحدة أنهم يخططون للنصب علينا والهروب بأموالنا، والأدهى من ذلك أن المتهم بالنصب وزوجته كانوا يستغلون ثقة سيدات القرية سواء (الأرامل أو الفقراء) لإقناعهم بسفر أبنائهم.

وتابعت الحاجة هويدا منصور حسين" 60 عاما، ووالدة "محمد"، اننى مريضة بسرطان "الثدى" وعلاجى وحده يتكلف 1200 جنيه شهريًا، ولدى ولد واحد وهو عاطل عن العمل منذ إنهائه لدراسته، إضافة لـ 3 بنات، وزوجى متوفى منذ 18 عاما، وعندما أخبرتنى ابنتى أن "أمل" التي توزع الأنابيب وزوجها يجمعون فلوس من الشباب لتسفيرهم للإمارات، قمت بالتوجه لجمعية رجال الأعمال وحصلت على قرض وبصمتلهم عليه بينما قامت ابنتى هي الأخرى بالحصول على قرض من أحد البنوك، وجمعنا المبلغ وذهبنا به إلى بائع الأنابيب عشان يسفر ابنى أفضل من قعدته من غير شغل.

وتكمل الحاجة، هويدا، باكيه، أنا مش خايفه على نفسى لكن خايفة على ولادي، لأن رجال الأعمال عندما يأتى ميعاد السداد في 12 يونيو المقبل، ولن يجدوني سددت المبلغ سيقومون برفع دعوى قضائية إما بالسداد أو حبسى، فماذا أفعل؟ ولمن أترك أبنائى؟ انجدونى.

ويضيف، محمد الإمام المصيلحى، 28 عاما، أن والدى متوفي ولدى 5 أشقاء آخرين، ووالدتي هي من جمعت المال "بالسلف والقروض" لكى أحصل على عمل بالإمارات من خلال "محمد. ال" جارنا الذي أشيع في القرية إنه له مندوبون في الإمارات ويحتاجون لعمالة، وبالفعل دفعنا له 45 ألف جنيه، وسافرنا يوم 5 مايو الماضى وبمجرد وصولنا لمطار الإمارات تواصلنا مع المندوب هناك والذي قام "محمد الصافى" بإعطائنا رقمه للتواصل معه، إلا أن الكارثة أن هذا المندوب رد علينا وقال حرفيًا (ارجعوا انتم اتنصب عليكم وعندى ناس هنا منذ شهر ارسلهم نفس الشخص ولا اعلم عنهم شيئًا) ثم اغلق تليفونه ولم يجيب علينا مرة أخرى، وتواصلنا مع اهالينا في مصر لإرسال ثمن تذكرة العودة لأن المتهم بالنصب علينا بمجرد سفرنا ألغى تذكرة العودة لنا، وبالفعل بقينا بعدها 3 أيام في المطار ثم عدنا مرة أخرى إيد ورا وايد ادام.

مفاجأة
وفجر محمد زكريا عبدالعزيز، 23 عاما، أحد الشباب، مفاجأة وهى أن المتهم بالنصب عليهم عمه، قائلًا؛ للأسف عمى محمد نصب عليا ايضًا ضمن الشباب الذين نصب عليهم بالقرية والقرى المجاورة، فأنا بلا عمل منذ تخرجى ووالدى متوفى منذ عامين ولى أخت شقيقة ووالدتى اقوم برعايتهم، وفى أحد الأيام اخبرتنى والدتى أن عمى وزوجته يقومون بجمع الأموال من أجل تسفير الشباب للخارج مقابل 45 ألف جنيه، فقمت باستدانة من بعض أقاربنا وأعطتهم لعمى وزوجته لكى يوفروا لى فرصة عمل في الإمارات واتمكن من تزويج شقيقتى وبناء المنزل، إلا أن تلك الأحلام ضاعت في أرض مطار الإمارات عندما اكتشفت أن عمى نصب على أنا وكل شباب القرية، وهرب بأموالنا ولا نعرف له أثر.

وافاد، ايهاب حماد السيد، 25 عام، أحد شباب القرية، أنه بمجرد علم أهالي القرية أن ابنائهم تم النصب عليهم، اتجهوا على الفور لمنزل المتهم وزوجته، الإ أنه هرب ولم يعرف أحد مكانه حتى الآن، أما زوجته وشريكته في النصب، ادعت أن زوجها قام بتطليقها منذ شهر وقالت لنا (روحوا ولعوا فيه بعيد عنى) وقامت بإلقاء زجاجات مياه نار على أمهات الشباب الذين ذهبوا إليها، ونحن نعلم علم اليقين أنها متواطئة مع زوجها وأن قصة الطلاق التي ابتدعتها كانت لإخفاء مكان زوجها والتستر عليه؛ فذهبنا لقسم شرطة مركز بيلا وأخبرناهم بالواقعة وتم القبض على "أمل " شريكة المتهم، وحبسها 15 يوما على ذمة القضية، ولكننا نخشى أن تخرج من القضية نظرًا لأننا لم نقم بأخذ أي إيصالات أمانة على المتهم وزوجته لأننا كنا مأمنين لهم فهم جيراننا منذ أعوام طويلة، ونحن الآن قمنا بتحرير محاضر في مركز الشرطة بأرقام؛ 2568 و2565 و2564 و2567 وغيرهم من المحاضر العديدة وفى انتظار القبض على المتهم.

شاهد عيان
واختتم، عاطف منصور، أحد الأهالي وشهود العيان على الواقعة، أن الكارثة تكمن في أن الأهالي جميعهم وأهالي القرى المجاورة متربصين بزوجة المتهم لأنها الوحيدة التي تعلم مكان شريكها، وحال الإفراج عنها سيتم حرقها داخل منزلها، لأن الشباب في جميع الأوضاع مسجونين ومستقبلهم ضاع واتدمر، ليس هم فقط بل أيضًا أمهاتهم واخواتهم البنات أيضًا مهددون بالحبس لأنهم جميعًا وقعوا على إيصالات أمانة من أجل تلك المبالغ التي هرب بها (محمد. ال) والتي تقدر بما يقرب من 3 ملايين جنيه، ولذا نرجو التدخل العاجل من مدير أمن كفر الشيخ ومباحث الأموال العامة والمحافظ، لسرعة إيجاد المتهم وإعادة الأموال إلى الأهالي حتى لا تقع كارثة لاتحمد عقباها، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل المشكلة الأكبر أنه يوجد شباب لازالوا عالقين بمطار الإمارات نظرًا لعدم وجود لديهم أموال لحجز تذكرة العودة لمصر، وذويهم بالقرية فقراء وليس لديهم إمكانية إرسال نقود لأبنائهم ليعودوا، وهو ما جعل القرية جميعها مثل التي تغلى على صفيح ساخن.
الجريدة الرسمية