رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تستعين بتجربة البرازيل لاستعادة عافيتها الاقتصادية.. تحتل المرتبة الأولى فى إنتاج البن وفول الصويا والقمح والذرة وقصب السكر والكاكاو.. ثانى الدول المالكة للماشية.. مرسى يستمع لعرض حول "رئة العالم"

الرئيس محمد مرسى
الرئيس محمد مرسى

تأتى زيارة الرئيس محمد مرسى إلى البرازيل فى ظل ظروف سياسية واقتصادية بالغة الدقة تمر بها مصر حيث ما زال الاقتصاد المصرى يعانى تداعيات فترات سابقة والفترة التى أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتى تراكمت فيها المشاكل الاقتصادية وباتت تحتاج إلى حلول غير تقليدية، والبحث عن أطر غير مطروقة للخروج من هذا النفق المظلم.

ويطلق على البرازيل "رئة العالم" فغابات الأمازون وأحواض الأنهار تمثل المستودع الأكبر فى العالم للتنوع الحيوى "الأنواع النباتية والحيوانية النادرة". 

وتهدف زيارة الرئيس مرسى إلى البرازيل إلى تحقيق العديد من الأهداف لعل على رأسها الاطلاع على التجارب البرازيلية الناجحة فى الكثير من المجالات والتى نقلت هذه الدولة من إحدى الدول المتخلفة إلى دولة تحتل المرتبة السادسة على مستوى العالم فى قوتها الاقتصادية تمتلك نحو 180 مليون هكتار من الأراضى الرعوية وتبلغ مساحة رقعتها الزراعية 50 مليون هكتار ويصل حجم قواها العاملة إلى 95 مليون عامل فقد حققت البرازيل خلال السنوات الأخيرة نهضة فى الكثير من المجالات كما يشمل برنامج زيارة الرئيس مرسى إلى البرازيل زيارة إلى هيئة البحوث الزراعية البرازيلية "إمبرابا" والتعرف على تجربة البرازيل فى التنمية الزراعية. 

كما يستمع الرئيس إلى عرض حول تجربة البرازيل فى البرامج والتنمية الاجتماعية من خلال عرض يقدمه مجموعة من كبار المسئولين البرازيليين عن هذه البرامج. 

وتحتل البرازيل المرتبة الأولى فى إنتاج البن وفول الصويا والقمح والذرة وقصب السكر والكاكاو وعصير البرتقال فى العالم كما تحتل المرتبة السابعة فى العالم من ناحية إنتاج محاصيل الحبوب، حيث تنتج سنويا 65 مليون طن وتحتل المرتبة الثالثة فى إنتاج محصول الذرة والمرتبة الثامنة فى إنتاج الأرز وهى الأولى فى العالم فى إنتاج الفاصوليا وتحتل المراتب الأربعة الأولى فى إنتاج القطن. 

والبرازيل تعد ثانى أكبر الدول المالكة للماشية بعد الهند فى العالم حيث تملك 200 مليون رأس من الماشية، وهو ما يعادل 13% من إجمالى ثروة العالم للماشية، والبرازيل هى من أكبر منتجى اللحوم فى العالم تصل طاقتها الإنتاجية سنويا إلى 15 مليون طن وتعتبر كذلك السادسة من ناحية إنتاج الألبان بطاقة إنتاجية سنوية مقدارها 22 مليون طن، كما أن البرازيل تعتبر اليوم ثانى منتج للنفط فى أمريكا الجنوبية بعد فنزويلا وفى ذات الوقت فهى تعتبر ثامن أكبر مستهلك للنفط فى العالم بمعدل مليونيين ونصف المليون برميل يوميا وهى تحتل المرتبة الخامسة عشر بحجم احتياطى النفط والذى يقدر بنحو 13 بليون برميل. 

وفى مجال الخامات المعدنية كالبوكسيت تحتل المركز الثالث فى العالم بعد أستراليا والصين والحديد المرتبة الثانية بعد الصين وأصبحت شركة أمبرير البرازيلية واحدة من أكبر شركات صناعة الطائرات فى العالم. 

وفيما يتعلق بالحركة السياسية والعلاقات الدولية تسعى البرازيل إلى الإسهام فى تغيير قواعد النظام الدولى السائد وتدعو إلى زيادة عدد الدول التى تتمتع بمقعد دائم فى مجلس الأمن وتعيد البرازيل ترتيب وحياكة الكثير من الخيوط المتشابكة بين دول الجنوب لتكوين تكتلات إقليمية دولية جديدة سواء كان على مستوى قارة أمريكا الجنوبية "اللاتينية" أو بينها وبين روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا، لقد كانت البرازيل حتى عقد الثمانينات من القرن العشرين عاجزة عن سداد ديونها الخارجية وفاقدة السيطرة على التضخم فى الأسعار التى ارتفعت بمعدلات عالية، أما اليوم فقد تغيرت الأوضاع الاقتصادية وتحول اقتصادها المتهاوى إلى سادس أقوى اقتصاد فى العالم ومعدلات النمو التى كانت فوق الصفر بقليل تجاوز متوسطها السنوى وتحتل المرتبة الرابعة عالميا فى مؤشر الثقة والبيئة الأمنية للاستثمار الأجنبى المباشر. 

ويلتقى الرئيس مرسى خلال زيارته بالرئيس البرازيلى السابق لولا دا سيلفا فى لقاء غير رسمى يعقد بالعاصمة برازيليا غدا الأربعاء ومن المعروف أن التجربة البرازيلية فى عهد دا سيلفا حققت نجاحا ملموسا واستطاعت الخروج من العثرات المتتالية لوجود إرادة حقيقية لدى القيادة والشعب الذى تجرع مرارة الصبر لتحقيق النجاح والنهوض وتحمل أعباء سياسات التقشف حتى تعافى الاقتصاد البرازيلى، وحقق نهضته وساعد الشعب البرازيلى دا سيلفا لتحقيق إنجازاته رغم الفقر الشديد، ونفذت البرازيل فى عهده برنامجًا للتقشف وَفقًا لخطة صندوق النقد الدولى، وطلب دعم الطبقات الفقيرة له والصبر على هذه السياسات، وأدى برنامج التقشف إلى خفض عجز الموازنة وارتفاع التصنيف الائتمانى للبلاد، وساهم ذلك فى القضاء على انعدام الثقة فى الاقتصاد البرازيلى ودفع المستثمرين لإقامة استثمارات حققت نهضة غير مسبوقة فى تاريخ البرازيل .

وبالنسبة للحياة الحزبية البرازيلية فتتميز بالنضج والحيوية ويتصدر المشهد حزب الحركة الديمقراطية وحزب العمال والحزب الجمهورى والحزب الشعبى الديمقراطى والحزب الاشتراكى والحزب الشيوعى وحزب الشعب المسيحى وتعتبر الحياة السياسية الداخلية للبرازيل بأنها الديمقراطية الناضجة وتشهد كل أربع سنوات انتخابات لاختيار الرئيس ونائبه فى ورقة اقتراع واحدة عبر انتخاب شعبى ويجوز انتخاب الرئيس مرة ثانية وأخيره 

ويقوم الرئيس مرسى ضمن اجندته بزيارة إلى مقر مجلس النواب البرازيلى ويلتقى مع رئيس المجلس رينان كاييرو حيث يطلع على تجربة البرازيل فى الحياة البرلمانية حيث تتالف الهيئة التشريعية فى البرازيل من مجلسين هما مجلس للشيوخ "ويضم 81 عضواَ" ومجلس النواب "ويضم 513 عضواَ". 

كما يعقد جلسة مباحثات رئيسية مع نظيرته البرازيلية ديلما روسيف لبحث العديد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتتبنى السياسة الخارجية البرازيلية فى امريكا الجنوبية نهجا سلميا يعتمد حل المشكلات وتخفيض حدة النزاعات بين دول القارة وفى ذات الوقت تفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية وإيجاد الكيانات الإقليمية المساعدة ولتنفيذ هذا الخط الاستراتيجى سعت البرازيل إلى إنشاء العديد من الاتحادات والمنتديات والتجمعات الرامية إلى تفعيل العمل جنوب الأمريكى المشترك ومن أوائل هذه الكيانات هو" اتحاد ميركوسور " وخلال القمة الرئاسية لدول امريكا الجنوبية التى عقدت فى مدينة برازيليا عام 2000م تم تشكيل منتدى لتقوية البنى التحتية فى مجالات الطاقة ووسائل النقل والاتصالات عرف بأسم"مبادرة تكامل البنى الأساسية الإقليمية فى دول أمريكا الجنوبية. 

كما تشارك البرازيل فى عضوية تجمع دول الاقتصادات البازغة " بريكس " وهى المجموعة التى تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ويزيد تعداد سكان البرازيل على 200 مليون نسمة ويصل اجمالى طول حدودها البرية 17000كم مشتركة مع أكثر من عشر دول وتنهج الحكومة البرازيلية سياسة السلم والاتفاقات الثنائية مع جاراتها.
الجريدة الرسمية