الإرهاب عدو مشترك للقاهرة وباريس.. السيسي يلتقي رئيس الاستخبارات الفرنسي.. يؤكد قوة الشراكة بين البلدين.. يبحثان تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي.. ويناقشان الجهود الدولية لمكافحة التطرف
تتميز العلاقات المصرية – الفرنسية بالمتانة والحرص على التشاور المستمر بين القيادة السياسية في مصر وفرنسا لبحث كل القضايا الدولية والإقليمية.
التعاون المشترك
وشهدت فترة حكم الرئيس السيسي العديد من الزيارات واللقاءات الأمر الذي يؤكد اهتمام البلدين بدعم التعاون المشترك حيث تشهد العلاقات المصرية الفرنسية نموا في مختلف المجالات.
وفي إطار العلاقات القوية التقي الرئيس السيسي اليوم لوران نونيز رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي، وذلك بحضور اللواء عباس كامل القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة.
قوة العلاقات
ورحب الرئيس بالمسئول الفرنسي وطلب نقل تحياته إلى الرئيس "إيمانويل ماكرون"، مؤكدًا قوة وعمق العلاقات المصرية والفرنسية والأهمية التي توليها مصر لتدعيم وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك على الصعيدين الأمني والاستخباراتي.
كما أشاد الرئيس بالتنسيق والتشاور القائمين بين البلدين إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا جهود مكافحة الإرهاب بما يعكس رسوخ الشراكة القائمة بين مصر وفرنسا.
ونقل لوران نونيز إلى الرئيس تحيات الرئيس "ماكرون"، معربًا عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من تعاون وثيق وعلاقات قوية وتاريخية.
كما أكد رئيس الاستخبارات الداخلية الفرنسية حرص بلاده على التنسيق المستمر مع الجانب المصري إزاء التحديات المختلفة التي تواجه البلدين، ولاسيما في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم بالشرق الأوسط، مثمنًا في هذا الإطار دور مصر المحوري في تدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة ومساعيها للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات الراهنة.
مكافحة الإرهاب
وتم خلال اللقاء التباحث حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية وسبل تطوير مختلف جوانب التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، فضلًا عن مناقشة المستجدات المتعلقة ببعض القضايا الإقليمية، وسبل تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
الاستثمارات
وفي سياق متصل تعد فرنسا من أهم الدول الأوروبية المستثمرة في مصر من حيث حجم استثماراتها في قطاعات تمويل الصناعات الزراعية السياحية وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الإنشاءات والخدمات، فضلا عن تنفيذ الشركات الفرنسية الخط الثالث لمترو الأنفاق.
كما تعد العلاقات المصرية - الفرنسية نموذجا يحتذى به في دول البحر المتوسط ما يعود بالنفع على البلدين ويحقق المصلحة المشتركة.
أزمات المنطقة
وما تمر به منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية من تداعيات خطرة تؤثر على استقرار وأمن المنطقة وتلقي بانعكاساتها السلبية على القارة الأوروبية يمثل دافعا هاما وحيويا لتفعيل التشاور والتنسيق بين مصر وفرنسا ذات ثقل في المنظومة الأوروبية والدولي، فضلا عن سعي مصر الدائم في مرحلة العبور نحو مستقبل واعد لتفعيل علاقات التعاون مع دولة بحجم فرنسا تتميز بالقدرات الاقتصادية والصناعية والفنية العالية.
الزيارات المتبادلة
وبحثت اللقاءات المتتالية بين الرؤساء السيسي وهولاند وماكرون مجمل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل الارتقاء بها وتعزيزها في مختلف المجالات فضلا عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وسبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين مصر وفرنسا.
كما تتوافق رؤى الجانبين إزاء العديد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، مؤكدين أن كافة الجماعات الإرهابية تستقي أفكارها المتطرفة من ذات المصدر، وتتبنى جميعها ذات التوجهات التي تتعارض كلية مع جوهر الدين الإسلامي.
كما تعد فرنسا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2015 نحو 2.6 مليار يورو، كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية في المنطقة وتعمل في مصر نحو 140 شركة فرنسية في العديد من المجالات التي يأتي في مقدمتها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية.