«المضادات الحيوية.. الخطر في كبسولة».. 92% من المصريين يستخدمون المضادات بشكل عشوائي.. دراسة: تؤدي لزيادة حصوات الكلى.. البشلاوي: تسبب أمراضا بكتيرية.. وصيدلي يوضح ضوابط التناول
تعرف المضادات الحيوية بأنها مواد تقاوم الكائنات الحية الدقيقة وحيدة الخلية، بما فيها البكتيريا ويساهم المضاد في قتل أو تثبيت نمو البكتيريا داخل الجسم، وبالرغم من أن المضادات الحيوية تساهم بشكل كبير في التخلص من الفيروسات والبكتيريا داخل الجسم إلا أن لها مخاطر كبرى لا ينتبه إليها المواطنون وقد تؤدي إلى كوارث لا يمكن القضاء عليها.
عمل المضادات داخل الجسم
وتنتمي المضادات الحيوية إلى مجموعة أوسع من المركبات المضادة للأحياء الدقيقة، وتستخدم لعلاج التعفن الذي تسببه الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك الفطريات والطفيليات، وعادة ما يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض، والجرعة الدوائية اللازمة، والشكل الدوائي الملائم، بناء على عدة عوامل منها: التشخيص السريري، والفحص المخبري، بالإضافة إلى عمر المريض ودرجة تحمله، وحالة جهازه المناعي.
في نوفمبر 2015، أعلنت منظمة الصحة العالمية، نتائج مسح متعدد والذي شمل 12 دولة من بينها مصر، حول تناول المضادات الحيوية خلال الأشهر الأخيرة من العام ذاته.
وأوضح المسح أن 72 % من عينة الدراسة، وصفت لهم المضادات الحيوية أو قُدمت لهم من خلال طبيب أو ممرضة، ويعتقد 55% ممن أجابوا على المسح أنه يمكنهم التوقف عن تناول المضادات الحيوية عند تحسن حالتهم (وهو أمر خاطئ إذ يجب إكمال الدورة العلاجية كاملة).
ويعتقد 76% أنه يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا، وهو أمر خاطئ لأن المضادات الحيوية لا تؤثر على الفيروسات، وسمع 22% عن ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية وهي نسبة أقل من مثيلتها في أي من البلدان الأخرى التي شملها المسح.
الاستخدام العشوائي للمضادات
وفي دراسة أخرى، أعدتها الدكتورة مها طلعت ومنى شكري، بوحدة أبحاث البحرية الأمريكية الطبية «نامرو»، شملت 18 مستشفى في مصر، أكدت الدراسة أن الانتشار الواسع في استخدام المضادات الحيوية بنسب تصل إلى ٩٢ بالمائة، بين بعض فئات عينة البحث التي وصلت إلى ألفي مريض.
ويشيع استخدام المضادات الحيوية في المرضى تحت سن 12 عامًا بنسبة تجاوز الثلثين مقابل 56 بالمائة، لمن هم أكبر عمرًا.
وجاء في الدراسة أن نصف حالات العدوى بين المرضى وقعت في الحياة اليومية، و16 بالمائة، في مستشفيات و26 بالمائة في وحدات عناية مركزة، أي أن 42 بالمائة من مجمل حالات العدوى وقعت في مستشفيات، ومن أنواع العدوى المنتشرة الالتهاب الرئوي وعدوى مجرى الدم والتهاب المسالك البولية.
مخاطر المضادات الحيوية
وبالرغم من أن المضادات الحيوية تساهم في قتل البكتيريا إلا أن دراسة حديثة أكدت أن تناول بعض المضادات الحيوية عن طريق الفم قد يأتي بأثر جانبي غير سار.
حصوات الكلى
وأكدت الدراسة المنشورة بمجلة «الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى»، أن تناول المضادات الحيوية، التي تأخذ عن طريق الفم كان مرتبطا بمعدلات خطر مرتفعة في ما يتعلق بتطوير حصوات الكلى، وخلال العقود الماضية، ارتفع عدد المرضى المصابين بحصوات الكلى دون تفسير واضح للسبب.
ومع ذلك، ترتبط هذه الحالة بتغيرات بكتيرية في الأمعاء والمسالك البولية، ما يدفع الباحثين إلى دراسة العلاقة بين المضادات الحيوية وحصى الكلى.
ومن ناحية أخرى، ذكرت الدكتورة أمال البشلاوى أستاذة طب الأطفال وأمراض الدم بكلية طب قصر العينى، إن كثرة استخدام المضادات يتسبب في تطور الفيروسات بحيث يصبح الفيروس لا يستجيب للمضادات الحيوية.
أمراض بكتيرية وفيروسية
وأشارت في تصريحات صحفية، إلى أن الشخص إذا تناول كمية من المضادات الحيوية تصل إلى 10 حقن في أيام قليلة، يتسبب ذلك في إضعاف المناعة لديه وتعرضه لأمراض بكتيرية وفيروسية أخرى.
ضوابط التناول
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور «على عبدالله» مدير مركز الدراسات الدوائية ومكافحة الإدمان، أن هناك ضوابط لاستخدام المضادات الحيوية، تتمثل في أنه يجب أن يحدده مقدم الخدمة المتخصص بعد تحديد نوع البكتريا سبب الإصابة، وتحديد الجرعة والتركيز والمدة التي يجب الالتزام بها من قبل المريض، وهذا يعني إعطاء المضاد الحيوى المناسب للشخص المناسب بالتركيز والتوقيت المناسب والمدة المناسبة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن من ضمن ضوابط استخدام المضادات الحيوية أيضا، التخلص من بقايا المضادات الحيوية، ولا يجب تبادل المضادات الحيوية بين الأسر، ولا يجب بيعها في الصيدليات بالوحدة أو من خلال ما يعرف بمجموعات الإنفلونزا.