أنور إبراهيم.. شاذ جنسيًّا يغازله سياسيًّا مهاتير محمد
عشرون عامًا قضاها الماليزي السابق أنور إبراهيم، وراء القضبان بقضايا عدة اتهم بها، كالمثلية والفساد، وذلك في فترة الحكم السابقة لرئيس الوزراء مهاتير محمد، الذي أمر باعتقاله وسجنه.
وكان رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، أعلن بعد توليه السلطة العفو السياسي عن أنور إبراهيم، وتسليمة سلطة البلاد بعدما هيمن على السياسة في البلاد نحو عقدين، وسجن بتهمة الفساد.
مهاتير محمد، الرجل القوي الذي انقلب على خليفته أنور إبراهيم عاد ليتحالف معه ويسعى لإطلاق سراحه، وأبعد نجيب رزاق، الذي كان يومًا ما من أتباعه.
سلم السلطة
أنور إبراهيم زعيم جاءت بدايته بصفته زعيمًا لمنطقة الشباب الإسلامي الطلابية التي أسست حركة الشباب الإسلامي في ماليزيا، ومن ثم أعلن انضمامه للحزب المهيمن على الحياة السياسية - المنظمة المالاوية القومية المتحدة "أمنو"- وذلك عام 1982، وتعد هذه الفترة بداية الصعود على سلم السلطة ليصل بعدها لمناصب وزارية متعددة.
لم يتوقف أنور إبراهيم عن الصعود في المناصب السياسية حتى أنه استطاع في 1993 أن يصل لمنصب نائب رئيس الوزراء مهاتير محمد، وأصبح يخلفه في كل منصب يلحق به.
6 سنوات
لم تدم الحياة الوردية بين الاثنين كثيرًا، حتى بات العداء بينهما، وأُقيل أنور إبراهيم من منصبه عام 1998 وحكم عليه بالسجن مدة 6 سنوات بسبب اتهامه بالمثلية الجنسية والفساد، لكن تأثير أنور إبراهيم في الشعب وحبهم له أثار احتجاجات عديدة ضد مهاتير محمد.
اتهام بالمثلية
في عام 2000 اتهم أنور إبراهيم بالمثلية مع سائق زوجته مما دفع القضاء الماليزي للحكم علية بالسجن 9 سنوات أخرى، لكنه لم يظل صامدًا وظل ينقض الحكم كثيرًا بدافع أن المثلية قانونية في ماليزيا وأن هذا الحكم غير قانوني لكنه جاء وراء دوافع سياسية حتى لا يصبح مصدر تهديد سياسي لمهاتير محمد، حتى أطلق سراحه في 2004.
زعيم جديد للمعارضة
وفي انتخابات 2008 برز أنور إبراهيم بصفته زعيمًا جديدًا للمعارضة من خلال أدائه القوي، حيث فازت المعارضة بأكثر من ثلث مقاعد البرلمان، وسيطرت على 5 ولايات، وكان ذلك نتيجة لسخط الناس بسبب الفساد وقضايا التمييز.
تهمة جديدة
تجددت الاتهامات بالمثلية ضده عام 2008 فيما وصفه بأنها محاولة جديدة من الحكومة لتهميشه، لكنه بُرِّئ من كل الاتهامات مرة أخرى في يناير 2012 لنقص الأدلة، وعاد للحياة السياسية مرة أخرى في 2013، إذ إنه قاد 3 أحزاب في انتخابات 2013، وعلى الرغم من عدم فوزه في الانتخابات إلى أنه حقق نتائج جيدة، واكتسب محبة وود كثير من شعبه.
مفاجأة صادمة
بعدما خاض رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الانتخابات مرة أخرى في مايو الجاري، وصنف بصفته أكبر رئيس وزراء يظل في السلطة في هذا السن.
وكانت المفاجأة الصادمة للشعب عندما أعلن مهاتير محمد عن عزمة مكافحة الفساد وإطلاق سراح أنور إبراهيم فورًا، وأنه سيسلمه السلطة خلال سنوات قليلة لم يتم الإفصاح عنها، مضيفًا إلى أنه كان جديرًا بتولي السلطة قبل عقدين مضوا.