رئيس التحرير
عصام كامل

«الإرهاب والأكراد والأصوات العالية» حصان طروادة التركي لتدمير المنطقة

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

في ظل محاولات تركيا المستمرة للتخريب وفرض نفوذها بعدة دول أو تهديد الأمن والاستقرار بدول أخرى، تسعى مخابرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعمل على مخطط كامل بدول العالم، من أجل توسيع نفوذ تركيا الحالمة بتكوين إمبراطورية عثمانية كبرى، وبالنظر إلى المساعي التركية بعدد من دول العالم، تتكشف الحقائق التي تثبت استخدام الكيان التركي لكافة الوسائل بداية من تجنيد الإرهابيين والحرب حتى الشجب والإدانة للوصول لأهدافها.


روسيا
موسكو أعلنت أمس عن إحباط عدة هجمات تركية بتمويل من المخابرات التركية، وقال نائب وزير الخارجية الروسي أوليـج سيرومولوتوف، إن الاستخبارات الروسية أحبطت هجمات إرهابية لجماعة نشطة بسيبريا، كانت تستهدف فعاليات الاحتفالية بعيد النصر في موسكو، في ذكرى الانتصار على القوات النازية".

وقال المسئول الروسي "إن الشبكة الإرھابیة كانت احتیاطیة ونشطت في شمال غرب سیبیریا، وتحدیدًا في دائرة أورال الفیدرالیة، بتمویل من تركیا.

ليبيا
أيضا تسعى قطر لتجهيز عدد من قادة وعناصر داعش السابقين، لإرسالهم سرا لليبيا، لزعزعة استقرار البلد الذي مزقته الحروب، ونشرت وسائل الإعلام صورا لآلام الماضي، حصرية تفيد بأن المستشفى التركي "أرسين أرسلان"، في مدينة غازي عنتاب التركية، يقوم بعلاج الإرهابيين التابعين لتنظيم "داعش" الإرهابي.

واتهم مسئولون ليبيون تركيا بدعم العناصر الإرهابية بالسلاح والسماح لهم بالمرور عبر مطاراتها، وينتقلون من مطارات إسطنبول إلى السودان ومنها إلى ليبيا، كما شرعت مصر في يناير الماضي، في اتخاذ إجراءات دولية ضد تركيا، بعد ضبط السلطات اليونانية سفينة تحمل أسلحة وتتجه صوب مدينة مصراتة الليبية، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي في خرق أنقرة لقرارات الأمم المتحدة التي تفرض حظر توريد الأسلحة إلى الميليشيات في ليبيا.

مصر
مصر أيضا لم تسلم من شر الإمبراطورية العثمانية التي سعت لإرسال إرهابيين إليها، وهو ما أكده أردوغان في ديسمبر الماضي، حينما قال خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية من أنقرة إن "الإرهابيين الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك في صحراء سيناء"، دون أن يحدد من هم الذين سيرسلون الإرهابيين لسيناء.

سوريا
أيضا كان هناك خطة لمخابرات أردوغان لدخول سوريا لكي يكون لها يد بها، وكانت ذريعتهم في ذلك، القلق الذي يمثله الأكراد على حدودهم مع سوريا، وأثبت الكثير من المقاطع التي نشرتها المجاميع التي جلبتهم تركيا من سوريا إلى عفرين بأن جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا وعناصر تنظيم داعش تشن مع الجيش التركي الهجوم على عفرين، وكشفت صحف أجنبية وثائق تثبت تجنيد تركيا لعناصر من داعش للمشاركة في الهجوم على منطقة عفرين بهدف احتلالها وبعد أن انتهى السلطان العثماني الحالم من عفرين اتجه لمنبج بحجة رغبته في قطع جذور قوات سوراي الديمقراطية الكردية والحزب الكردستاني.

العراق
بنفس الطريقة تسعى المخابرات التركية لتوسيع امبراطوريتها بالعراق متخذة من إقليم سنجار مقر الأكراد، وسيلتها في ذلك، وبدأت الطائرات الحربية التركية بعملها الشهر الماضي بتدمير الجسور وإقامة الثكنات العسكرية وشق الطرق بمدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، في إطار التوغل التركي المتسارع شمالي البلاد، وأقام الجيش التركي ما بين 8 ــ12 ثكنة عسكرية في سيدكان، بعضها قريب جدا من المناطق المأهولة بالسكان، وشقت طريقا بطول 17 كم قرب قرة ماوانة التابعة لها، كما تسعى لبناء قاعدة عسكرية في جبال بالقايا بولاية هكاري، قرب الحدود مع العراق.

الشجب وقذف التهم
من ناحية أخرى تتخذ تركيا سياسة الشجب والإدانة للقرارات الدولية التي تعارض مصالحها بحجة أنها تعارض المصالح العامة، وأبرزها اتهامات متكررة للولايات المتحدة، تقدم مساعدات هائلة للمنظمات الإرهابية، بحجة مكافحة الإرهاب، ومحاولة الوقوف في منتصف الطريق بين إيران وأمريكا، فقد رفضت انسحاب ترامب من الاتفاق ولكن اعلنت انها تؤيد خطر البرنامج النووي الإيراني، أيضا، وتتعالي أصواتها في القضايا الإنسانية ليظهر أنها مناصرة المظلومين، كما حدث عندما قرر ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس واستقبال اللاجئين، رغم أن هناك العديد من الفارين الأتراك من ظلم أردوغان للدول الأخرى خوفا من العقاب.

السيطرة على الإعلام
وكشف ضابطان من المخابرات التركية هما أرهان بكجتين وآيدين كونيل، اعتقلهما حزب العمال الكردستاني في أغسطس الماضي، تفاصيل عمل جهاز المخابرات القوى، وأكدا تدخّل المخابرات التركية في عمل الصحافة والإعلام في تركيا، وذكرا أسماء الصحف التي يعتمد عليها الجهاز، واشهرها ستار وميليت والصباح، كم أوضحوا أنهم يسيطروا على إعلامهم المحلي من أجل تحسين صورتهم الذهنية لدى الأتراك وإقناعهم بجرائم أردوغان.

الجريدة الرسمية