نحن وقرار ترامب (٢)

نعود اليوم، لمناقشة تداعيات قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني علينا.. ولنُركز على تلك التداعيات الاقتصادية.. صحيح أننا ليست لنا علاقات اقتصادية مؤثرة مع إيران الآن، لكن قرار ترامب ستكون له تداعيات اقتصادية في منطقتنا سوف تطالنا لأننا ننتمي لذات المنطقة التي تنتمي لها إيران..

ولعل أهم تلك التداعيات ليس ما شهدته البورصات العالمية الذي تنتقل بالطبع عدواه إلى بورصتنا، وليس أيضا العقوبات التي سوف تطال شركات أوروبية كبيرة تراهن الآن على العمل في إيران، وبعض هذه الشركات تتعامل معنا، إنما الأهم والمباشر الآن هو ما سوف يترتب على قرار ترامب وأثير على أسعار النفط العالمية..

وأعتقد أن هذا أمر لا يؤثر فقط على الموازنة العامة وبالتالي على خطط وسياسات الحكومة إنما على عموم المواطنين، في ظل السياسة التي تنتهجها الحكومة الخاصة بإلغاء الدعم على الطاقة والمنتجات البترولية، أي على جيوب كل المواطنين.. وهذا أمر يحتاج أن ندرسه ونضع الخيارات المناسبة للتعامل معه.

كما أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني قد خلف الآن حالة توتر سياسي، بل وعسكري في المنطقة، ظهرت بعض ملامحه فيما حدث في الساحة السورية بين إسرائيل وإيران، وهذا من شأنه أن يؤثر على حركة السياحة الأجنبية إلى منطقتنا، وبالتالي إلى بلادنا، في وقت نتطلع فيه إلى استعادة نشاط حركة السياحة الأجنبية إلى بلادنا التي تمثل مصدرا مهما للدخل وتحديدا من النقد الأجنبي.

وهكذا الأمر يحتاج إلى أن ندرس بعمق تأثير هذا القرار الأمريكي علينا، خاصة من الناحية الاقتصادية، وكيف سنتعامل مع تداعيات ذلك للقرار علينا، حتى نكون جاهزين لكل الاحتمالات السلبي منها والإيجابي أيضا.