رئيس التحرير
عصام كامل

هل يعود التنظيم الموازي للإخوان على جثة يوسف ندا؟.. تحركات انقلابية بقيادة حمزة زوبع لذبح الكبار بسكين المصالحة.. رسائل سرية تتهم القيادات التاريخية بالعمالة.. وتطالب بعزل «مكتب لندن»

يوسف ندا وحمزة زوبع
يوسف ندا وحمزة زوبع

يعيش تنظيم «الكماليين» الموازي، للقيادات التاريخية بجماعة الإخوان الإرهابية، انتعاشة كبرى حاليا، وذلك بعد أشهر من البيات الشتوى، التي دخل فيها بإرادته، ورغما عنه في الوقت نفسه، بسبب محاصرته من الكبار، وفشله في السيطرة على مصادر التمويل، وإقناعهم بأحقيته في قيادة الإخوان، إلا أن دوامة المصالحة، وتصريحات يوسف ندا، عن ضرورة التنازل عن الشرعية المزعومة، أعادت للتنظيم المتطرف أحلام القيادة من جديد.


رسائل سرية

أعادت جبهة «الكماليون» رسم خططها للعودة، بعدما تجاوز الكبار كل الحدود في تجاوزهم وعدم احترامهم، وبحسب مصادر، مرر المكتب العام الذي جف نشاطه تماما خلال الأشهر الماضية، رسائل سرية الأسبوع الماضي، للمكاتب الإدارية في المحافظات، ومن خلال الشبكة الإلكترونية، التي دشنوها قبل عامين من الآن، لإعادة إحياء التنظيم، بعد فشل محاولات يوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية السابق، في استمالة الدولة لإجراء مصالحة مع الإخوان.

مصادر «فيتو» أكدت أن المكتب العام للإخوان، اعتمد في تدوير الخطة القديمة، والجاهزة دائما للكماليين، وتعتبر صلب مشروعهم في قيادة الإخوان، المسماة بـ«الدعوة الفردية» لاستقطاب مؤيدين من داخل الصف للمشروع الكمالي، على ذبح الكبار، واتهامهم بالعمالة، وخصوصا يوسف ندا، عدوهم الأول، وصاحب الجهد الأكبر، في حشد الأقطاب الدولية في الجماعة، التي رجحت كفة مكتب لندن، على حسابهم، في الصراع الدائر بين الجبهات المختلفة داخل الإخوان.

ذبح يوسف ندا

كان الهجوم على يوسف ندا، القاسم المشترك في أغلب الرسائل، التي تم تمريرها خلال الأسبوع الماضي، والمثير أنها تشير بشكل واضح إلى تنسيق يجرى بين هؤلاء، وحمزة زوبع، القيادي الإخواني المعارض للكبار، الذي يدق عظام الكبار بين الحين والأخر، ويكشف عوراتهم.

وبحسب المصادر، اعتمدت رسائل المكتب العام، على مقال حمزة زوبع، الذي نشره في أحد المواقع الناطقة بلسان الكماليين من تركيا، واعتبرته المحور الأكبر في مصداقية الاتهامات الموجهة للعواجيز في الرسائل المنشورة، ومن خلاله ربط الكماليين بين ظهور الكبار على الساحات الإعلامية، وخصوصا المثلث الحديدي في التنظيم، الذي يمنع وصول أي صوت جديد، لمواقع القيادة في التنظيم، وظهور بعض مؤيدي الدولة المصرية، الذي فتح ملف المصالحة بعد غلقه، سواء بالسلب أو بالإيجاب.

تنازل مرسي عن الحكم

استخدم الكماليون، ورقة تنازل مرسي عن الحكم، التي رفعها «ندا» خلال مساعيه للحوار مع الدولة المصرية، لإقامة حد «العمالة» عليه، ومعه سائر قيادات مكتب لندن، واستندوا في ذلك، إلى عدم قدرة القيادي التاريخي على التحرك منفردا، مهما ادعى ذلك، مؤكدين أنه يقف في أعلى قمة هرم السلطة بالإخوان، وتحركاته قائمة على تبادل الأدوار، وخصوصا مع إبراهيم منير، المرشد الفعلي للإخوان، كما وصفته رسائل التنظيم الموازي.

دعا أنصار محمد كمال، الذي لقي مصرعه في نزال مسلح مع الأمن، أواخر عام 2016، إلى ضرورة تبنى مقترح حمزة زوبع، بعقد جمعية عمومية للإخوان، في الخارج والداخل، من أجل صياغة رؤية الجماعة في السنوات الخمس أو العشر المقبلة، كما دعموا مطلبة بانتخاب مجلس شورى عام جديد للإخوان، طالما أن الصف سيتفق على ذلك، رغم وجود مكتبين للجماعة، أحدهما يخص مكتب لندن، والآخر محسوب على الكماليين.

تقديرات خاطئة

يرى سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن تنظيم الكماليين يحاول دائما تصيد الأزمات للكبار، أملا منه في الوصول إلى مقاعد السلطة، ويستخدم في ذلك المزايدات المتطرفة، التي تعادي مبادرات المصالحة، بما يرضى غرور البعض في الصف الإخواني.

ويوضح «عيد»، أن الإخوان سواء في الكبار، أو الكماليين، لديهم حالة من فقدان الاتصال مع الواقع، ولا يدركون ما يجري، لذلك تخرج تقديراتهم للموقف السياسي، بهذا السوء، مشيرا إلى أنهم يدورون في فلك نفس الأفكار، التي أدت إلى عزلهم عن الرئاسة بعد عام واحد من الحكم، مؤكدا أن الجماعة انتهت بالأساس، ولا أحد يرغب في عودتها مرة أخرى، مشيرا إلى أن محاولات إحياء التنظيم بجناحيه التاريخي والموازي لن تفلح مجددًا.
الجريدة الرسمية