سمير محمود عثمان : تلقيت رشوة 10 آلاف دولار في إحدى المباريات وسلمتها لاتحاد الكرة

ومن تعتبره مثلك الأعلى في التحكيم محليا وعالميا ؟
مثلى الأعلى محليا بلا منازع هو والدى رحمة الله عليه، أما عالميا فكنت أعتبر الحكم المورشيوسى ليم كى شونج نائب رئيس لجنة الحكام الحالى بالكاف هو مثلى الأعلى خارج مصر

لو لم تكن حكم كرة قدم ماذا كنت تود أن تكون ؟
كنت أتمنى أن أصبح طيارا، ولكن حبى لكرة القدم وعشقى للتحكيم غير بوصلتى بعيدا عن مجال الطيران.

هل تذكر أول مباراة قمت بإدارتها في الدوري الممتاز ؟ وما هي المباراة الأهم بالنسبة لك محليا ؟
أول مباراة قمت بإدارتها في الدوري الممتاز كانت مباراة الترسانة وأسوان، أما المباراة الأهم في مسيرتى التحكيمية محليا فهى مباراة الأهلي والإسماعيلى بالدوري موسم 2004 بإستاد الكلية الحربية، وشهدت هذه المباراة وقائع طريفة، حيث رفض الأمن دخولى إلى الملعب وبمجرد دخولى إلى غرفة الحكام إنقطع التيار الكهربائى ولكن عاد التيار بعد دقائق، وقدمت مباراة على أعلى مستوى وانتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف.

ومتى حصلت على الشارة الدولية ؟
حصلت على الشارة الدولية في عام 2005، وكان معى فهيم عمر بنفس الدفعة، ودخلت قائمة حكام النخبة في 2009، وبقيت داخل القائمة الدولية لمدة 12 عاما.

وما هو عدد مبارياتك الدولية ؟
قمت بإدارة 147 مباراة دولية على مستوى الأندية والمنتخبات، داخل أفريقيا وخارجها، منها 15 مباراة بالدور النهائى أبرزها نهائى "السوبر ليجا" كأس الأندية أبطال أمريكا الشمالية بين باتشوكا المكسيكى ودالاس بطل الولايات المتحدة عام 2007، كما أدرت مباراة نهائى كأس العالم العسكرية 2013 بين نيجيريا والكاميرون في كوت ديفوار، ومباراة الثالث والرابع بكأس العالم العسكرية 2007 في الهند بين البرازيل وقطر، ونهائى كأس الخليج 2010 بين العراق والإمارات.

وما هي أصعب مباراة في مشوارك التحكيمى ولماذا ؟
مباراة الترجى التونسى والنجم الساحلى في دور الثمانية ببطولة دوري الأبطال الأفريقى موسم 2012 بمدينة سوسة، من المباريات الصعبة التي أدرتها في مشوارى التحكيمى، كونها مباراة ديربى تونس وتحظى باهتمام جماهيرى واسع داخل تونس وخارجها، ولكننى خرجت بها إلى بر الأمان، وتبقى من المباريات التي أعتز بها.

هل عرض عليك تلقى رشاوى تحكيمية خلال مسيرتك التحكيمية وكيف تعاملت مع هذا الأمر ؟
كثير ما عرض على رشاوى تحكيمية خاصة في الدولى الأفريقية، وأذكر أنه في أحد المباريات الأفريقية بين منتخبين أفريقيين، عرض على تلقى رشوة 10 آلاف دولار لترجيح كفة أحدهما في المباراة، وشعرت أنه في حالة رفضى للأمر كنت سأعرض حياتى وسلامتى للخطر، فتظاهرت بقبول الرشوة واستلمت المبلغ وأدرت المباراة بمنتهى النزاهة وخسر المنتخب صاحب الرشوة، وأحضرت المبلغ معى إلى القاهرة وسلمته لمسئولى اتحاد الكرة

احك لنا عن موقف طريف خلال مسيرتك في مجال التحكيم ؟
من المواقف الطريفة عندما كنت أدير مباراة بدوري الأبطال الأفريقى بين إنيمبا النيجيرى وكوتوكو الغانى، وبعد انطلاق المباراة بخمس دقائق، قام الحكم المساعد برفع الراية لاحتساب رمية تماس فقام أحد الجماهير بخطف الراية من يده وجرى مسرعا نحو المدرجات، الموقف الثانى الذي فصلنى من الضحك، كان في مباراة بين الأهلي وبتروجت بالدوري، وعند نزول الفريقان إلى أرض الملعب قبل المباراة، فوجئت بلاعب الأهلي السابق محمد بركات يتعجلنى في بدء المباراة قائلًا "بسرعة يا كابتن سمير عشان عايز ألحق مسلسل الدالى" فدخل لاعبو الفريقين وأنا معهم في نوبة ضحك هيستيرى

هل تذكر أول راتب أو بدل حصلت عليه كحكم ؟
أول بدل حصلت عليه من لجنة الحكام كان عبارة عن خمسة جنيهات، بعد إدارتى مباراة في دوري الناشئين بين هليوبوليس والأهلي، وكان عماد متعب كابتن فريق الأهلي.

ما هو أصعب موقف يمكن أن يمر على الحكم خلال المباراة ؟
عندما تشعر أنك احتسبت قرارا خطأ ضد أحد الفريقين، وعلاج هذا الموقف أن تنساه سريعًا، وألا تحاول أن تعوض هذا الخطأ للفريق المظلوم، لأنك لو فعلت ذلك ستكون قد ارتكبت خطأين أحدهما غير مقصود والثانى مقصود، وفى رأيى أن الحكم الذي يقوم بتعويض خطأه هو حكم غير أمين.

كيف تتعامل مع الهتافات البذيئة من قبل الجماهير ؟
نتعامل مع سباب الجماهير دائما بهدوء أعصاب، إلا في حالة السباب الجماعى فلابد من إيقاف المباراة حتى يتوقف السباب، وفى حالة لم يتوقف السباب فهنا لابد من إلغاء المباراة وفى الحقيقة فإن هذا الأمر لم يصادفنى خلال مشوارى التحكيمى، باستثناء مباراة واحدة قمت بإيقافها كانت بين الاتحاد السكندرى والمصرى بقبل نهائى كأس مصر، بسبب قيام الجماهير بسب حسام حسن بوالدته لأكثر من دقيقتين، واستأنفت المباراة بعد توقف السباب تماما.

كيف تقيم أداء لجنة الحكام تحت قيادة عصام عبد الفتاح ؟
لجنة الحكام الحالية لها إيجابياتها ولها سلبياتها، ومن بين الإيجابيات توسيع قاعدة الحكام في الفترة الماضية وزيادة بدلات الحكام وتكثيف المحاضرات التثقيفية للحكام وعودة التحكيم المصرى للحضور بقوة في المحافل الإقليمية والعالمية وتطوير قدرات مراقبى الحكام بالمباريات، أما السلبيات فتتمثل في افتقاد اللجنة لجرأة المواجهة مع الحكام البعيدين عن المشاركة والذين يقومون بمهاجمة اللجنة على صفحات الفيس البوك، إلى جانب انتشار ظاهرة التعدى على الحكام، وآخرها في مباراة للكرة النسائية، كما أن لجنة الحكام لا تملك خطة صرف واضحة لبدلات الحكام

البعض يرى أن هناك مجاملات في إسناد المباريات للحكام – تعليقك ؟
أي لجنة ستحاول مجاملة هذا الحكم أو ذاك فيما يتعلق بإسناد المباريات ستحكم على نفسها بالفشل، كما أننى أندهش مما يطالب بالعدالة في توزيع المباريات على الحكام، لأنه من المفترض أن تكون الكفاءة الفنية والخبرة هي المعيار الوحيد في إسناد المباريات للحكام، حرصا على إنجاح المسابقات، وغير ذلك ستكون كارثة على الكرة المصرية.

وهل شهدت القائمة الدولية هذا الموسم وجود بعض المجاملات ؟
أعتقد أن القائمة الدولية الأخيرة جاءت عادلة ومنصفة إلى حد كبير، وكنت أتمنى أن تكون من 9 حكام وليس 7 فقط، ومن الصعب على أي لجنة حكام أن تجامل في القائمة الدولية، لأنها قد تدفع الثمن باهظا وهو الإطاحة خارج منظومة التحكيم.

من أفضل رئيس للجنة الحكام تعاملت معه منذ عملت في مجال التحكيم ؟
الكابتن محمد حسام الدين هو أفضل من تولى رئاسة لجنة الحكام من وجهة نظرى

من أفضل حكم في مصر حاليا في رأيك ؟
محمود البنا الأكثر موهبة بين الحكام الحاليين، كما أن هناك أمين عمر أيضا من الحكام الواعدين إلى جانب الصاعد بسرعة الصاروخ أحمد الغندور الذي يتطور مستواه بسرعة كبيرة.

هل أنت راض عن بدلات الحكام في الوقت الحالي ؟
على الرغم من جهود اللجنة الحالية لزيادة بدلات الحكام إلا أننى لست راضيا عنها، وأرى أنه يجب أن تتم مضاعفاتها على الأقل

لماذا قررت الاعتزال بشكل مفاجئ رغم قدرتك على العطاء ؟
رأيت أننى وصلت لسن الـ45 وحان الوقت للراحة، كما أننى فضلت الاعتزال وأنا في قمة مستواى الفنى وأن أترك أنا التحكيم، قبل أن يتركنى هو، وبالمناسبة رئيس الاتحاد هانى أبوريدة طلب منى أن أكمل سنة أخرى ولكننى اعتذرت له

هل تنوى الترشح في انتخابات اتحاد الكرة المقبلة ؟ وما هي الأسباب وراء هذا القرار ؟
نعم عقدت العزم على الترشح في انتخابات اتحاد الكرة المقبلة، وليس هناك أسباب معينة هذا القرار إلا خدمة الحكم المصرى وتطوير منظومة التحكيم المصرى، حيث أطمح في تخصيص ميزانية مستقلة للحكيم، والتعاقد مع راعى مستقل لرعاية منظومة التحكيم بعيدا عن راعى اتحاد الكرة.

وما هي أدواتك التي ستعتمد عليها لخوض المعركة الانتخابية لاتحاد الكرة ؟
ليس لدى أي أدوات أو ترتبيطات باستثناء علاقتى الطيبة مع جميع أندية الجمعية العمومية وتاريخى وتاريخ والدى في خدمة الكرة المصرية والتحكيم المصرى، وأعلم أن لعبة الانتخابات ليست سهلة ولكن كلي ثقة وتفاؤل في المرحلة المقبلة

وما رأيك في مستوى التحكيم المصرى حاليا ؟
مستوى التحكيم في مصر حاليا أراه جيدا، ولكن أتمنى عودة الجماهير للمدرجات في أسرع وقت حتى يتم تقييم مستوى الحكام بموضوعية، فالحكم شأنه شأن اللاعب يحتاج إلى اللعب تحت ضغط الجماهير حتى تستطيع أن تحكم عليه بموضوعية، فهناك بعض الحكام لا يجيد في ظل الضغط الجماهيرى.

ماذا ينقص الحكام في الوقت الحالى من وجهة نظرك ؟
الحكام ينقصهم تحسين أوضاعهم المالية والحفاظ على هيبتهم داخل ملاعب كرة القدم، وأعتقد أن المجلس الحالى برئاسة هانى أبوريدة يعمل بجد للحفاظ على هيبة التحكيم.

كيف رأيت اختيار جهاد جريشة للتحكيم في مونديال روسيا ؟ وبما تنصحه قبل السفر إلى روسيا ؟
اختيار جهاد جريشة للمشاركة في مونديال روسيا تكريم للتحكيم المصرى وكأنى أنا وكل حكام مصر شاركنا في المونديال، واختياره لم يكن مفاجئًا بالنسبة لى، لأن جهاد اجتهد بشكل كبير لنيل هذا الشرف واشتغل على نفسه كتير، ولم يكن للجنة الحكام أي دور في فيما حققه من نجاح لتحقيق حلمه وطموحه الشخصى.

وكيف تقيم المكافأة التي خصصها له اتحاد الكرة والتي تردد أنها بلغت 100 ألف جنيه ؟
مكافأة ضئيلة جدا ولا تليق بإنجاز جهاد جريشة والعدالة تقتضى أن يحصل على نفس المكافأة التي حصل عليها لاعبو المنتخب الوطنى بعد التأهل للمونديال.

من الحكم الذي ترشحه للتواجد في مونديال 2022 ؟
هناك أربعة حكام أرشح أحدهم للمشاركة في مونديال 2022 هم محمد معروف وأحمد الغندور وأمين عمر ومحمود البنا، ولكن هذا مشروط بتألق جهاد جريشة في مونديال روسيا.

هل أنت مع أم ضد تحليل أداء الحكام عبر شاشات الفضائيات ؟
بالعكس أنا مع تحليل أداء الحكام في الفضائيات ولكن في حدود النقد البناء وليس التطاول على الحكام أو النيل منهم، وأن يبدأ المحلل دائما بإيجابيات الحكم في المباراة قبل أن يتحدث عن السلبيات.

كيف رأيت أداء محمد الحنفى في مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة ؟
الحنفى نجح وقدم مباراة طيبة، ولكن لاعبى الفريقين رسبوا سلوكيا في المباراة وهم وراء حالة الفوضى، والمباراة شهدت 64 قرارا تحكيميا معظمها جاءت سليمة، وبالمناسبة أعتقد أن تجربة الحكم المصرى في القمة لن تتكرر

هل من رسالة تود توجيهها من خلال فيتو ولمن توجهها ؟
رسالتى للإعلام الوقوف إلى جانب الحكام ومساندتهم لأن الحكم هو الوحيد في أطراف المنظومة الذي يعمل وحيدا ولا يوجد أحد يدعمه، على عكس الأندية التي تجد جيوشا من الجماهير والإعلاميين تدعمها وتساندها.