ما بعد الانتخابات الرئاسية (4)

في المرحلة المقبلة، يأمل الشعب المصري بأن تكون هناك قفزة للأمام بالنسبة للأوضاع الاقتصادية، وما يترتب عليها من آثار إيجابية على بقية أنواع الحياة الأخرى.. إن الارتفاع الجنوني في الأسعار جعل فئات من الشعب- وما أكثرها - تعيش في حالة صعبة وبائسة.. نعلم جيدا أن التحديات التي تواجهها مصر، كثيرة ومتنوعة وهو ما يجعل الأمر ليس سهلا..

ونعلم أيضًا أن هذه الفئات تقف أمام ضغوط الحياة الكثيرة تستعجل إصلاح الأوضاع، اليوم قبل الغد، فكل شيء أصبح بالنسبة لها عسير المنال... لكن، يجب أن نضع في اعتبارنا، أن عمليات الإرهاب والتخريب والتدمير التي تصدت لها مصر، خاصة في السنوات الأربع الفائتة، ناهينا عن الدور الذي قامت وتقوم به دول معادية، لم يكن أمرا بسيطا، وما قامت به القوات المسلحة وقوات أمن الداخلية، لتوفير حياة مستقرة وآمنة، فضلا عن المحافظة على أمن مصر القومي، كل ذلك تطلب أموالا طائلة، فضلا عن الجهود الجبارة التي بذلت..

المشكلة في تصوري ربما تكمن في مسألة قلة العرض وزيادة الطلب، فنحن أمام أمرين؛ الأول وهو ضعف أو قلة المنتج المصري نتيجة عدم وجود سياسة واضحة وجادة في التنفيذ، والثاني يتمثل في الزيادة السكانية المهولة التي ابتلى بها الشعب المصري، خاصة في السنوات العشر الأخيرة.. فإذا أضفنا إلى ذلك التركة الثقيلة والخربة التي ورثناها عن نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، فضلا عما تلا ذلك من تردي في الأوضاع عقب ثورة ٢٥ يناير نظرا للفوضى العارمة التي واكبتها، لأدركنا كيف أننا نواجه موقفا صعبا للغاية.

صحيح أن هناك مشروعات كبرى أنجزت، لكن الأوضاع الاقتصادية لن تتحسن أو تتقدم إلا من خلال وجود إستراتيجية واضحة يلتزم بها الجميع، على المستويين؛ المركزي واللامركزي.. هذه الإستراتيجية يجب أن تتضمن:

١) خطة قصيرة وأخرى طويلة المدى..
٢) تحديد الوسائل والآليات المناسبة لكل منهما..
٣) تكليف الأجهزة والمؤسسات والهيئات المعنية، كل في مجاله، مع متابعته اللصيقة والدقيقة..

٤) قيام وزارات الثقافة والشباب والرياضة والأوقاف ومؤسسة الأزهر الشريف، علاوة على وسائل الإعلام- العامة والخاصة - بدورها المأمول بحشد كل الطاقات في مصر- وعلى كافة المستويات - للعمل الجاد والدؤوب، والابتعاد عن التكاسل والتراخي والإهمال.. ٥) الضرب بيد من حديد على الاحتكاريين، وتعقب الفاسدين والمفسدين مع تطبيق القانون بشكل حازم وصارم، حتى ينال كل جزاءه، ويكون عبرة للآخرين..