رئيس التحرير
عصام كامل

كيف استفاد الاحتلال من انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تعتبر دولة الاحتلال هي المستفيد الأكبر من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، خاصة وأنه لم يكن يؤرقها شيء في الآونة الأخيرة أكثر من تعاظم النفوذ الإيراني في سوريا، واعتبرت خطوة الانسحاب من الاتفاق فرصة لكسر شوكة إيران، ومحاولة لتقليل فرص تواجدها في الأراضي السورية.


العمل بحرية في سوريا
أمور كثيرة ستجنيها دولة الاحتلال منها حرية العمل في سوريا، وبالفعل عقب الانسحاب الأمريكي إذا استهدفت صواريخ إسرائيلية مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري ومستودع ذخيرة وموقع رادار، وفق ما نقل الاعلام الرسمي السوري عن مصدر عسكري فجر الخميس.

وقال المصدر، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن بعض الصواريخ الإسرائيلية "استطاعت استهداف عدد من كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة" من دون أن يحدد مواقعها، مؤكدًا أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت "عشرات الصواريخ الإسرائيلية المعادية وتمنع معظمها من الوصول إلى أهدافها".

التباهي في المنطقة

وتستفيد إسرائيل من التباهي بالقوة في المنطقة، والقدرة على تحقيق ما تريد، ودلل على ذلك قول المتحدث باسم جيش الاحتلال، رونين منليس، إن سلاح الطيران الإسرائيلي نفذ أحد أكبر العمليات الجوية في العقود الأخيرة وتحديدا منذ عام 74، واستهدف عشرات الأهداف والمواقع التابعة لـ"فيلق القدس"، ومن ضمنها مواقع عسكرية ومستودعات ذخيرة، والمركبة التي أطلقت منها الصواريخ باتجاه إسرائيل.

وتابع أنه تم إرسال تحذير، خلال ساعات الليل، للجيش السوري بعدم التدخل، إلا أنه بعد إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية تم تدمير خمس بطاريات صواريخ مضادة للطيران.

ومن جهة أخرى زعم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إن اللواء الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس قاد الضربة الصاروخية على قواعده في الجولان السوري المحتل. وذلك من أجل تبرير القصف الإسرائيلي لسوريا.

وذكرت وكالة رويترز نقلا عن بيان جيش الاحتلال أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني هو الذي قاد الهجوم الصاروخي اليوم الخميس على قواعد للجيش "الإسرائيلي" في مرتفعات الجولان المحتل من داخل سوريا.

وقال المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس للصحفيين "قاسم سليماني هو من أمر بتنفيذه وقاده (الهجوم الصاروخي) ولم يحقق غرضه.

عدم استهداف إسرائيل
ومن بين المكاسب الإسرائيلية ضمان أن إيران ستكون غارقة في مشاكلها الاقتصادية الداخلية، بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة جراء الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، ولذا فلن يكون من السهل عليها خوض حرب ضد إسرائيل، وخاصة أن القوى العظمى الأمريكية تقف في ظهرها.

ضمان العلاقات مع روسيا
قبل أن يتم الانسحاب من الاتفاق يبدو أن دولة الاحتلال كما نشرت صحيفة "هاآرتس" العبرية أنها كانت على علم بالقرار وهذا يبرر سفر نتنياهو إلى موسكو لإطلاع بوتين على الأمر وتمهيد الخطوة أمامه حتى يحافظ على علاقات جيدة معها وذلك رغم أن إيران وروسيا حلفاء.

وأكد تقرير إسرائيلي اليوم الخميس، أنه على الرغم من التوتر في سوريا فإن التقارب بين روسيا ودولة الاحتلال قائم. وأضاف التقرير الذي نشر في صحيفة "معاريف" العبرية أن الاجتماعات التي جرت بين كبار المسئولين العسكريين في العام الماضي من البلدين تمت بفضل العلاقة الخاصة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.

وأشار التقرير إلى حضور نتنياهو أمس الفعاليات الاحتفالية المخصصة ليوم النصر في الحرب العالمية الثانية، في روسيا كضيف شرف.

واستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محاولة روسيا "الحد من عمليات إسرائيل العسكرية في سوريا"، مشيرا إلى أنه أطلع الرئيس الروسي في لقائهما الأخير على موقف تل أبيب.
الجريدة الرسمية