رئيس التحرير
عصام كامل

نحن وقرار ترامب (١)


قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران سوف يكون له تداعياته العديدة، وسيكون لنا منها نصيبا.. ربما يكون نصيب الدول الأوروبية النصيب الأكبر من هذه التداعيات بعد إيران بالطبع، حينما سوف تطال العقوبات الأمريكية لإيران شركاتها التي تعمل في الأراضي الإيرانية أو كانت تمنى نفسها بذلك لتفتح لها سوقا كبيرا.. غير أن تداعيات قرار ترامب سوف تطاولنا نحن أيضا، سواء بطريق مباشر أحيانا، أو غير مباشر غالبا.


فهذا القرار الذي أتخذه ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي نال تأييدًا صريحًا من إسرائيل وثلاث دول عربية قد أهدى المنطقة أسبابا إضافية لمزيد من التوتر والاضطراب الذي تعيش فيه منذ سنوات، خاصة بين إسرائيل والقوات التابعة لإيران الموجودة في سوريا، وقد بدا هذا التوتر فعلا بإطلاق صواريخ من الأراضي السورية في اتجاه الجولان المحتلة وإسرائيل التي ردت بغارات جديدة على مواقع في سوريا.

كما أن قرار ترامب سيكون له تأثيره على سوق النفط وأسعاره العالمية، فضلا عن تداعياته على حركة السياحة في منطقتنا، ومن بينها بلادنا بالطبع التي تطلع إلى استعادة النشاط السياسي الذي فقدته خلال السنوات الماضية وأفقدها موارد من النقد الأجنبي نحن في أشد الحاجة إليها..

وفوق ذلك كله فإن العقوبات التي أعلن ترامب أنه سوف يعيدها على إيران مجددا سوف تطال كل الشركات، بما فيها الأوروبية، التي تتعامل مع إيران، وسيكون لهذه الخطوة بعض التأثير على نشاط هذه الشركات في منطقتنا، وبالتالى علينا نحن إحدى دول المنطقة، فضلا عن ازدياد حالة الاستقطاب الروسي الأمريكي في ظل اعتماد الروس على التحالف مع إيران في سوريا، وهذا سوف يكون له أيضا تداعياته على علاقاتنا نحن بأمريكا التي لم تتخل في عهد ترامب عن أسلوب ممارسة الضغوط علينا الذي انتهجته إدارات أمريكية سابقة معنا ووصل إلى ذروته في عهد أوباما حينما جمد المساعدات العسكرية الأمريكية لنا بعد ٣٠ يونيو.

لذلك الأمر لا يحتاج منا لمجرد بيان تصدره الخارجية المصرية يتفادى الحديث بشكل صريح عن قرار ترامب ويكتفي بالحديث على أننا نراقب ما يحدث بعد هذا القرار.. إنما يحتاج منا الأمر أن ندرس بعمق ودقة تداعيات هذا القرار علينا، وكيف نتعامل معها لنكون مستعدين لكل الاحتمالات الحبلى بها منطقتنا.
الجريدة الرسمية