شاهد من أهلها!
الوقائع الخطيرة التي ذكرها رئيس مجلس إدارة شركة صرف صحي القاهرة، المهندس منصور بدوي حول الأسباب التي أدت إلى غرق القاهرة الجديدة لا يجب أن تمر مرور الكرام، فالرجل كان مسئولا عن الصرف الصحي في تلك المنطقة حتى شهور قليلة، ولديه المعلومات الكافية التي لا تتوفر لغيره من الخبراء..
وقد كشف الرجل على أنه حذر منذ عامين من كارثة ستحدث في المدينة لا علاقة لها بمياه الأمطار، وأن تلك الكارثة يمكن أن تحدث في أي وقت وستكون خسائرها كبيرة، ولم يترك المسئول عن صرف صحي القاهرة وسيلة لتحذير الدولة من الخطر القادم دون أن يلجأ إليها، تقدم بمذكرات رسمية منذ عام ٢٠١٦ لكل الوزارات والجهات المسئولة ومنها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي.. وغيرها من الجهات تضمنت أسباب المشكلة والحلول المقترحة لتفادي المخاطر المتوقعة.
وما تضمنته تلك المذكرات كانت كفيلة بأن تدفع الجهات المعنية بالتحرك فورا، ولكن أحدا لم يتحرك، ربما لأن بعض المسئولين اعتقدوا أن الرجل يبالغ في مخاوفه، أو أنه يسعى لعدم تسليم منظومة الصرف الصحي للمدينة إلى المجتمعات العمرانية الجديدة، التي كانت تصر على إدارة منظومة الصرف الصحي ومياه الشرب بالمدن الجديدة، وتحقق لها ذلك منذ أول فبراير عام ٢٠١٨.
ويقر الرجل في المذكرات التي أعدها أن منظومة الصرف الصحي بالمدينة تم تصميمها وتنفيذها خطأ منذ ٢٠ عاما، وتحتاج إلى إعادة تقييم.
هذا عن أخطاء الماضي أما عن خطايا الحاضر، فتتمثل في عدم وجود بالوعات كافية في شوارعها، وغياب الصيانة فقد كان يجب تنظيف الشبكات وصيانتها يوميا حتى لا تغلق، ويحدث لها انسداد، ويشير منصور إلى أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، استعجلت استلام مشروعات المياه والصرف الصحي، وأنه طلب التروي حتى يتم تسليمها بعد معالجة الأخطاء التي كانت وراء إغراق المدينة، وأن تستمر شركة الصرف الصحي في إدارة تلك المنظومة ورفض طلبه بشدة.
وما زال الرجل يحذر من كارثة جديدة خلال الصيف القادم لن تكون بسبب هطول الأمطار، إنما لزيادة الاستخدام وعدم قدرة الشبكة على تصريفها، خاصة أنها تتحمل حاليا ٧٥٪ فوق طاقتها.. فهل من يجيب؟!