رئيس التحرير
عصام كامل

تجميل الفساد!


أخطر من الفساد تلك المحاولات التي استهدفت على مدى السنوات لتعميم هذا الفساد في المجتمع حتى يصير نمط حياة، ولا يكون أمرا مستهجنا ومرفوضا.. ففى هذه الحالة يصير في مقدور الفاسدين الكبار ممارسة فسادهم بدون إزعاج.. بل الأكثر من ذلك يمارسون الفساد بمباركة جماهيرية!


انظروا لما شهده مجتمعنا في سنوات خلت من اختلال في منظومة القيم المعايير الأخلاقية التي تضبط سلوك الناس ويعيشون على هداها.. لقد صار استغلال النفوذ شطارة.. وصار الحصول على مزايا خاصة من الجهات والهيئات الحكومية ذكاء.. وصارت الاستفادة من العلاقات مع المسئولين مهارة.. وبالطبع الشطارة في عرف المجتمع مطلوبة، والذكاء محمود، والمهارة تستحق الإشادة..

رغم أن الحصول على مزايا خاصة من الجهات الحكومية والاستفادة من العلاقات مع المسئولين واستغلال النفوذ هو أوجه متعددة للفساد.. فإن الفساد لا يقتصر فقط على الرشوة فقط، والتي تجتهد هيئة الرقابة الإدارية في ملاحقة وكشف وضبط من يتورطون في الحصول عليها وتقديمهم إلى المحاكمة.

إذن ملاحقة الفساد في المجتمع أوسع وأشمل من مجرد ملاحقة المرتشين والراشين.. وهذا ما ينطق به بيان هيئة الرقابة الإدارية بخصوص ما حدث في الإقامة الجديدة بسبب الأمطار.. هذا البيان يعتبر "الردح" وأيضا الإهمال فسادا يستحق من مارسه محاسبته ومحاكمته.. كما أن نجاح الملاحقة للفساد يقتضي إصلاحا لمنظومة القيم التي أصابها الخلل في المجتمع منذ سنوات، والتصدي لظاهرة تعميم الفساد وتجميله بالتالي.
الجريدة الرسمية