هذا ما حدث مع الإمام الأكبر في إندونيسيا
كانوا أجل من الملوك جلالة.. وأعز سلطانا وأفخم مظهرا، هكذا وصف أمير الشعراء، أحمد شوقي علماءَ الأزهر ورجاله، ولا أجل ولا أكرم من زيارة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تجسيدًا لكلمات أمير الشعراء، فقد استُقبل فضيلة الإمام الأكبر من قبل الإندونيسيين - رئيسًا وشعبًا - بحفاوةٍ بالغة، استقبالًا يماثل قدر الأزهر وجلال علمائه ورجاله.
وخلال زيارة الإمام الأكبر لإندونيسيا نستطيع رصد خمسة مشاهد تدل دلالة واضحة على حب إندونيسيا للأزهر الشريف ولفضيلة الإمام الأكبر والوفد المرافق له، مشاهد نادرًا ما تحدث لأي شخصية بارزة في العالم سوى لفضيلته؛ مما يعكس عمق العلاقات التاريخية التي تربط الأزهر الشريف بإندونيسيا وشعبها:
المشهد الأول: حفاوة استقبال الرئيس الإندونيسي لفضيلة الإمام الأكبر..
حيث استقبل الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو فضيلة الإمام الأكبر بالقصر الرئاسي بالعاصمة "جاكرتا" بحفاوة كبيرة، شاكرًا لفضيلته قبوله دعوته لزيارة إندونيسيا وإلقاء الكلمة الرئيسة بمؤتمر "وسطية الإسلام"، كما أثنى على فضيلته لدعمه ورعايته للطلاب الإندونيسيين الدارسين في الأزهر الشريف، مؤكدًا أن خريجي الأزهر يُسهمون بقوة في نهضة إندونيسيا.
المشهد الثاني: إلقاء الإمام الأكبر للكلمة الرئيسية لِّلقاء التشاوري العالمي حول وسطية الإسلام..
حرص منظمو لقاء التشاور العالمي للعلماء والمثقفين حول وسطية الإسلام، على أن تكون الكلمة الرئيسية خلال الجلسة الافتتاحية لفضيلة الإمام الأكبر بحضور الرئيس الإندونيسي، ولفيف من كبار الشخصيات الدينية في العالم، وذلك في قصر الرئاسة بمدينة "بوجور" الإندونيسية، وهذا دليل واضح على مكانة الأزهر الشريف العالمية، وحب وتقدير الجميع لفضيلة شيخ الأزهر، ولا أدل على ذلك مما قاله د.محمد دين شمس الدين"، مستشار الرئيس الإندونيسي لشئون حوار الأديان والثقافات لفضيلة الإمام: "حضوركم للمؤتمر يمثل نصف النجاح.. ومحاضرتكم الرئيسية تمثل النصف الآخر".
المشهد الثالث: اهتمام الرئيس الإندونيسي بالجلوس بجوار الإمام الأكبر خلال مأدبة الغداء..
ثالث المشاهد التي تدل على حفاوة الاستقبال لفضيلة الإمام الأكبر تتمثل في إقامة الرئيس الإندونيسي مأدبة غداء لفضيلة الإمام الأكبر وجلوسه بجوار فضيلة الإمام الأكبر على نفس المائدة، وتبادل الحديث بينهما بود فيما يشغل أمور المسلمين في كل بقاع العالم بقصر الرئاسة.
كما سبق ذلك إقامة نائب الرئيس الإندونيسي السيد/ محمد يوسف كالا، لمأدبة عشاء لفضيلة الإمام الأكبر، للترحيب بفضيلته، وذلك بحضور وزيرة الخارجية الإندونيسي، ووزير الشئون الدينية، ومستشار الرئيس لحوار الأديان والحضارات والعديد من المسئولين الإندونيسيين.
المشهد الرابع: قيادة الرئيس الإندونيسي سيارة الإمام الأكبر بنفسه..
في لفتة طيبة تدل على حب وتقدير الرئيس الإندونيسي لفضيلة الإمام الأكبر، قاد الرئيس الإندونيسي سيارة فضيلته "عربة التنقلات الداخلية بالقصر" فيما جلس فضيلة الإمام الأكبر بجوار الرئيس، وذلك خلال اصطحاب فضيلته لتناول الغداء بالقصر الرئاسي بالعاصمة الإندونيسية "جاكرتا".
المشهد الخامس: طالبات الجامعة "المحمدية" ينشدن السلام الوطني لمصر ترحيبًا بالإمام..
في استقبال غير مسبوق بالهتافات والأعلام المصرية ونشيد السلام الوطني المصري، استقبلت طالبات الجامعة "المحمدية سوراكرتا" في مدينة "سولو" الإندونيسية، فضيلة الإمام الأكبر والوفد المرافق له، حيث احتشدت فتيات الكلية على جانبي الطريق لمسافة تتجاوز 300 متر، معربين عن فرحتهم بزيارة فضيلته للجامعة، ووجود الأعلام المصرية دليل واضح على حب هؤلاء الطلاب والطالبات لفضيلة الإمام الأكبر، واعتراف منهم بالجميل لمصر التي تستقبلهم بالود والحب خلال دراستهم بالجامعة الأزهر.
لقد استطاع فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، في سنوات قليلة من خلال جولاته الخارجية وعمله الدءوب، أن يعيد من جديد للأزهر مجده وعالميته ومكانته الرفيعة، وأن يطرق كل الأبواب، ويستجيب لكل الدعوات التي من شأنها نشر منهج الأزهر الوسطي السمح بين كل الناس في كل بلدان العالم.