رئيس التحرير
عصام كامل

مخاطر انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي.. ترامب يحرق الشرق الأوسط

 الرئيس الأمريكى
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

يترقب العالم كلمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مساء اليوم، لإعلان موقفه النهائى من الاتفاق النووي الإيرانى.. وتدل المؤشرات السابقة والتسريبات المتعلقة بخطاب ترامب، إلى نية رجل البيت الأبيض إعلان انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما مع الجمهورية الإسلامية للسيطرة على طموحها النووي.


وبالرغم من حث بعض العواصم العربية الرئيس الأمريكى على الانسحاب من الاتفاقية، وإعادة الأزمة إلى النقطة صفر، إلا أنه بشكل عملى يحمل هذا الانسحاب مخاطر تهدد بحرق منطقة الشرق الأوسط، وإدخالها في دوامة حروب طاحنة بلا هوادة لعقود مقبلة.

شاهد أيضا: ترامب يبلغ نظيره الفرنسي انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي

أولا، يأتى على رأس قائمة المخاطر، إقدام إيران عقب إعلان ترامب المرتقب على المضى قدما في استئناف مشروعها النووي الرامى من الأساس إلى امتلاك "قنبلة ذرية" تلوح طهران باستخدامها بأي توقيت تتأزم علاقاتها بدول الجوار العربى، خصوصا أن الأرض جاهزة لمعركة دامية بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية، بسبب التنافر بينهما في الملفات الإقليمية، عقب تمدد إيران من خلال أذرعها في عدد من الدولة العربية بمنطقة الخليج والشام.

شاهد.. شمخاني عن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي: صامدون

ثانيا، في ظل شعور إيران بالعودة إلى المربع صفر في أزمة النووي، والعقوبات المتوقع فرضها عليها مجددا، وتجميد أرصدتها المالية في الخارج، من المتوقع إقدامها على خطوات انتقامية تستهدف المصالح العربية والغربية إقليميا، من خلال ميليشياتها المسلحة المنتشرة في العواصم العربية "صنعاء؛ بغداد؛ دمشق؛ بيروت؛ والمنامة"

شاهد: إطلاق اسم ترامب على ساحة السفارة الأمريكية في القدس

ثالثا، في الوقت الذي يغفل فيه الجانب الأمريكى عربدة إسرائيل اليهودية وملفها النووي، والتركيز على إيران الإسلامية.. فإن ذلك يسهل على الجماعات الإرهابية اللعب في عقول شباب متحفز لما تمر به المنطقة من هرولة غير مسبوقة على التطبيع مع الكيان المحتل، وغض طرف بعض الأنظمة على ما يحدث في القدس، وذلك يسهل عملية رفد الجماعات الإرهابية بعناصر جدد من رحم منطقة مأزومة لا تمتلك غالبية شباب بلدانها أملا في الغد.

شاهد: معركة نهاية العالم خلال أيام

رابعا، خطوة الانسحاب من الاتفاق وإظهار إيران في وضع المظلومية، يعيد مصطلح محور الممانعة في الإقليم، بما يساهم في إشعال الحروب المذهبية بين السنة والشيعة، والعودة بهذا الملف الملتهب إلى المشهد بقوة، كما كان واضحا قبل اندلاع ثورات الربيع العربى، وتتوفر بيئة الحروب الأهلية حاليا في 5 أكثر من 5 دول بالمنطقة، نجحت إيران في خلق موطئ قدم بها خلال غيبة الأنظمة التي سقطت بفعل الثورات.

خامسا، الخطوة المتهورة كما وصفها الجانب الروسى، سوف تنهى الآمال على فرص التنمية والرفاهية في الشرق الأوسط، وتدفع عواصمها طواعية إلى الدخول في سباق تسلح خشية العدو الإيرانى المالك لقنبلة نووية، بما يساهم في ابتزاز ثروات المنطقة ونقلها إلى جيوب صانع السلاح الأمريكى والغربى.
الجريدة الرسمية