رئيس التحرير
عصام كامل

نساء الموت.. قصص 3 سيدات غيرن مسار الحروب

فيتو

لم يكن الرجال وحدهم هم من شاركوا في تغيير مسار الحروب في العديد من الأقطار، لكن كان للنساء دور بالغ في تغيير مسار المعارك، أثبتوا أن المرأة ليس موطنها الوحيد هو البيت وخدمة زوجها، حيث سطرت النساء صفحات مشرفة تبرز نضال المرأة ومشاركتها في التغيير.


شاركت النساء بأعداد لم يسبق لها مثيل على كافة الجوانب في الحرب العالمية الأولى، في أدوار الدعم على سبيل المثال ممرضات، ولكن في روسيا خدمن كفئات قتالية كذلك.

وترصد "فيتو" أبرز الشخصيات النسائية التي شاركت في التغيير في الحروب.

ساحرات الليل

مارينا راسكوفا، كانت من أمهر الطيارين النساء، حطمت أرقامًا قياسية في أطول رحلات طيران نسائية، وأطلق عليها العديد من الأسماء، حيث أطلق عليها الألمان اسم "ساحرات الليل"، أما الطيارون الفرنسيون فأطلقوا عليها اسم "عرافات الليل" وغيرها العديد من الألقاب.

ولدت راسكوفا في 28 مارس عام 1912 في موسكو، تمكنت مع بداية الحرب الوطنية العظمى، وعن طريق الاتصال المباشر بجوزيف ستالين، من الحصول على إذن لتشكيل ثلاث وحدات قتالية نسائية مستقلة، وفي عام 1941 استطاعت الحصول على إذن رسمي من الحكومة وبدأت في إنشاء أسراب للنساء، وبعد دورة تدريبية مختصرة تم تشكيل الفوج النخبوي رقم 46، والذي أصبح الفوج النسائي الوحيد في العالم للقاذفات الليلية.

واستطاعت الفوج النسائي الجوي إسقاط 2،902،980 كيلوجرام من القنابل و26 ألف قذيفة حارقة، كما دمروا 17 معبرا، و9 قطارات، ومحطتين للسكك الحديدية، و46 مستودعا،و12 دبابة، وعدد من الطائرات، وبارجتين، 76 سيارة، 86 نقطة إطلاق، كما تسببن في حدوث 811 حريقا، و1092 تفجيرا، وتم إسقاط 155 كيس من الذخيرة والمواد الغذائية إلى القوات السوفيتية المحيطة.

الجرسونيرة

تاتيانا ماركوس ولدت في مدينة رومني الأوكرانية، وبعد بضع سنوات انتقلت عائلة ماركوس إلى كييف، ومنذ الأيام الأولى لاحتلال المدينة بدأت نشاطها في مجموعات سرية كانت تنتمي إلى لجنة سرية متماسكة وعضوة في جماعة تخريبية ومقاتلة ضد النازيين، إلا أن قام السوفييت بتزوير وثائقها وقدموها إلى الألمان على أنها جورجية الأصل، وابنة أمير أصيب بعيار ناري من قبل البلاشفة، وتريد أن تعمل لصالح الجيش الألماني.

استطاعت تاتيانا صاحبة العيون البنية، والشعر المجعد أن تنال ثقة الألمان من خلال الحصول على وظيفة جرسونة في قاعة طعام الضباط، وكسب ثقتهم، ومن هنا بدأت مواصلة عملها عن طريق وضع السم في الطعام، والذي قتل العديد من الضباط وبقي أمره سرًا، كما قدمت معلومات عن الخونة الذين عملوا في الجستابو" أكثر أجهزة الأمن الألمانية شهرة وسرية".

وفي أغسطس 1942، تم القبض عليها من قبل الجستابو أثناء محاولتها عبور نهر ديسنا في أوكرانيا، وفي غضون 5 أشهر، تعرضت لتعذيب شديد، إلا أن محاولاتهم آلت بالفشل، وفي 29 يناير 1943 أعدموها رميًا بالرصاص.


السيدة الموت

ولدت ليودميلا بافليشنكو في 12 يوليو من عام 1916 بأوكرانيا، وانتقلت مع عائلتها إلى مدينة كييف الأوكرانية، وانضمت هناك إلى نادٍ لتعلم فنون القنص، وكانت تعمل في مطحنة بمدينة كييف، ومنذ الأيام الأولى للحرب، قررت الانضمام إلى صفوف الجيش الأحمر، حينها كانت تبلغ من العمر24 عاما.

تمكنت ليودميلا بافليتشينكو خلال مشاركتها في الحرب العالمية الثانية من قتل 309 جنود ألمان، وتلقت العديد من التهديدات من الألمان النازيين الذين هددوا بتقطيعها إلى 309 قطع بعدد الجنود النازيين الذين قتلتهم إلا أن الأمر بالنسبة لـ(ليودميلا) كان مدعاة للفخر وشعورا غامرا بالسعادة.

كانت بافليتشينكو تتوجه إلى المكان المخصص لرصد عدوها فجرًا، وكان انتظارها يستغرق أحيانا لساعات، أو أيام، غير مبالية للمطر أو الشمس الحارقة متخفية بعناية في انتظار هدفها.

أطلق عليها الشعب الأمريكي لقب "السيدة الموت" عندما تعرف على قصتها قبل زيارتها للولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن الـ20، كما أرسل الألمان 36 قناصا نازيا للقضاء عليها بين حين وآخر.

الجريدة الرسمية