رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وأوغندا وسد النهضة!


في عام ٢٠٠٨ زار الرئيس الأسبق مبارك أوغندا لبضع ساعات في طريق عودته من زيارة قام بها لجنوب أفريقيا.. وفي القصر الرئاسي بكمبالا أقام الرئيس الأوغندي بعد انتهاء المباحثات الثنائية مأدبة غذاء، وفي بدايتها وقف الرئيس الأوغندي مرحبا بالرئيس المصري، فقال ضمن كلمته إنها المرة الأولى التي يزورنا فيها زعيم مصري منذ عهد الفراعنة!..


وكان ذلك يحمل بالطبع عتابا غير مباشر لمصر، لأنها متباعدة عن أفريقيا بصفة عامة وعن أوغندا بصفة خاصة.. ولعل ذلك ما حاول الرئيس السيسي علاجه منذ أن تولى رئاسة مصر قبل أربعة أعوام مضت.. لذلك كان اهتمامه الواضح بإقامة علاقات طيبة وجيدة ووثيقة مع الأشقاء في أفريقيا مع الاهتمام بشكل خاص بدول حوض نهر النيل، الذي يمثل لنا مصدرا للحياة وليس للنماء فقط مثل هذه الدول.

وفي هذا الإطار يمكن فهم أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأوغندي لمصر اليوم، وهي الأهمية التي تتزايد في ظل تعثر المفاوضات بيننا وبين إثيوبيا حول سد النهضة الإثيوبي، عدم الاتفاق على ما يطمئننا في مصر أن هذا السد لن يلحق بِنَا أي ضرر وأن حصتنا من مياه النيل لن تتعرض للانخفاض..

وقد كان لافتا للانتباه ما أعلنه وزير الخارجية الأوغندي أمس حول الحفاظ على حصة مصر من مياه النيل، وهو تصريح مهم من الدولة الرئاسية الثانية في اتفاقية عنتيبي بين دول حوض نهر النيل، وهي الاتفاقية التي لم تتضمن اعترافا واضحا بحقوق مصر التاريخية في مياه النيل..

وهكذا جمع دول حوض نهر النيل حولنا والاقتراب منهم ونسج شبكة علاقات وثيقة معها سوف يساعد في إصلاح مسار المفاوضات بيننا وبين إثيوبيا حول سد النهضة، خاصة بعد صارت السودان منحازة للموقف الإثيوبي بخصوص السد الإثيوبي.
الجريدة الرسمية