رئيس التحرير
عصام كامل

الوزير غاضب!


لا أنكر أن هناك من يتربص بوزير التعليم، بعد أن أعلن تطبيق خطة تطوير التعليم مع بداية العام الدراسي الجديد: منهم أصحاب مصالح في استمرار الأوضاع الحالية للتعليم، لأنهم يستفيدون منها كثيرا، ومنهم من يعادون أي تطوير وتجديد بشكل عام، وهناك أيضا آخرون لا يتقبلون التغيير ويخشون منه..


لكن بجانب هؤلاء هناك ملايين المواطنين في حالة ترقب لتغيير نظم التعليم، لأنها تتعلق بمستقبل أبنائهم وبناتهم، وبالتالي تمس حياتهم في الصميم منها، وهؤلاء من حقهم على الوزير أن يكون صبورا، بل شديد الصبر في الرد على استفساراتهم، بل وأيضًا مخاوفهم التي تكونت إما لتأثرهم بما يثيره مناهضو تطوير التعليم، أو لعدم استيعابهم وتَفهمهم هذا التطوير، أو لأن منهم أيضا من يرتاح لما اعتاد عليه ويخشى تغييره.

هؤلاء يحتاجون أن يحافظ الوزير على أعصابه وألا يفقدها في أي وقت، خاصة ونحن نتأهب لبدء هذا التطوير في التعليم، هم يحتاجون أن يظل الوزير هادئا حتى يبقى قادرًا على بعث الطمأنينة لديهم، ونقل الثقة في هذا التطوير إليهم، أما إذا حدث المحظور وفقد الوزير أعصابه فإنه ينقل إلى أولياء الأمور ما يزيد مخاوفهم، ويثير القلق في نفوسهم، ولعل اطمئنان وثقة أولياء الأمور يعد أحد الشروط المهمة لنجاح النظام التعليمي الجديد..

مثل بقية الشروط الأخرى التي تشمل توفر المدارس المناسبة، والإعداد المناسب للمدرسين، وأيضا المناهج التعليمية المناسبة، ناهيك عن معاونين يشاركون الوزير قناعته في نجاعة النظام الجديد للتعليم..

وإذا كانت كل هذه الشروط لم تكتمل بعد، رغم البدء في تنفيذ النظام الجديد للتعليم، وهو ما لا ينكره الوزير، فالأجدر أن يكون أكثر حرصا على الشرط الأهم وهو اطمئنان أولياء الأمور، وهذا لن يتحقق إلا إذا حافظ هو شخصيا على أعصابه، وليكن له في أصحاب الرسالات الكبيرة أسوة حسنة، فهكذا يقنع الملايين بمشروع تطوير التعليم، أما الغضب فلن يفيد!
الجريدة الرسمية