رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان من "على القدس رايحين شهداء بالملايين" إلى "عزيزى شيمون بيريز".. الجماعة صامتة على "وعد بلفور الجديد" بتبادل الأراضى.. ومرسى يتحول من مؤيد لرحيل الأسد إلى داعية للحل السلمى

 شيمون بيريز
شيمون بيريز

من "على القدس رايحيين شهداء بالملايين" إلى "عزيزى شيمون بيريز"، ومن "الأسد لا بد أن يرحل" إلى "ندعو للحل السلمى فى سوريا وموقفنا يشبه الموقف الروسى"، هكذا كانت والآن أصبحت علاقة الإخوان المسلمين بقضيتى "سوريا وفلسطين".
وفى العام 2010 وصف "محمد مرسى" القيادى الكبير بجماعة الإخوان المسلمين المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى بأنها عبث وأن الإسرائيلين هم المستفيدون والعرب والمسلمين لا يأخذون شيئا، وتابع فى تسجيل فيديو: "إما الصهاينة وما يريدون وإما الحرب وهذا هو ما يعرفه أحفاد القردة والخنازير".
تبدلت المواقع والأحكام وجلس القيادى الإخوان على كرسى الحكم ليصف فى العام 2012 الرئيس الإسرائيلى "شيمون بيريز" فى خطاب "عاطفى" بالصديق الوفى تزامنت مع دعوة الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة لعودة اليهود المصريين.
وعادت الجامعة العربية بقيادة "قطر" الحليف الأكبر للإخوان المسلمين لتقدم وعد بلفور جديد للإسرائيلين إذ خرج حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى ووزير الخارجية ليعرض باسم الجامعة العربية القبول بمبدأ تبادل الأراضى فى محاولة للتخلص من أزمة رفض إسرائيل العودة لحدود 67، فيما لم تعط الجماعة أى تعليق على هذه المبادرة واكتفت بالصمت.
من جانبه قال الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات السياسية والاستراتيجية: أن صمت جماعة الإخوان المسلمين على اقتراح تبادل الأراضى يرجع لخوفها من توتر العلاقات مع قطر التى تعتمد عليها فى الحصول على الأموال.
وتابع: "خوف الإخوان من غضب قطر يجعلهم يبيعوا القضية الفلسطينية".
وأضاف "سيد أحمد" فى تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أن قطر تخدم مصالح إسرائيل لإرضاء حليفتها الأولى وهى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تعلم أنها لن ترضى أمريكا إلا بتحقيق رضا إسرائيل وهو ما يتضح فى زيارات أميرها لإسرائيل وامتلاكه قصرا بها.
وأشار إلى أن تبادل الأراضى يعنى أن "إسرائيل ستعطى الفلسطينيين أراضى فى صحراء النقب الواقعة تحت الاحتلال مقابل تنازل الفلسطينين عن الأراضى التى تسيطر عليها إسرائيل – فلسطين التاريخية- والتى تمثل 45% من مساحة الأراضى الفلسطينية وبذلك يسمح للإسرائيلين ببناء المستوطنات".
ووصف هذا الاقتراح بـ "كلام فارغ" يؤدى لانهيار القضية الفلسطينية ويحقق حلم إسرائيل ويقضى على حلم إقامة الدولة الفلطسينية، موضحا أنها فكرة قديمة اقترحت فى أوسلو عام 1993، ورفضها الرئيس الراحل ياسر عرفات وهذا كان سبب مقتله، حسب قوله.
وأكد الدكتور رفعت السعيد الرئيس السابق لحزب التجمع أن شعب فلسطين هو صاحب الحق فى قرار "تبادل الأراضى" وليس جماعة الإخوان أو قطر أو حتى حركة حماس والرئيس الفلسطينى محمود عباس، مؤكدا أن جماعة الإخوان ليس لها الحق فى الحديث باسم فلسطين وليس لها أن تعلن مساندتها للقضية.
واستنكر "السعيد" فى تصريحات خاصة لـ "فيتو"، موافقة قطر على الاقتراح، وتابع: "عليها أن تنشغل بأراضيها وإذا كانت تريد تبادل فلتبادل بها أما كونها لا تملك أراض فلا يعطيها الحق للحديث عن فلسطين".
وأوضح الدكتور كمال الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى الغرب، أن الوضع المقعد الذى تمر به المنطقة هو الذى جعل جماعة الإخوان تأخذ بما تراه الفصائل الفلسطينية فى عرض تبادل الأراضى، مضيفا: "لو وافقوا فهو حقهم وهى أرضهم لكن هذا مستبعد لأن الفلسطينيون أصحاب المقاومة رفضوا هذا العرض أما الذين ليس لديهم جلد وصبر لمواصلة الجهاد فسيرحبوا بهذا العرض"، مؤكدا أن أمريكا تسعى لتنفذ ما تراه فى صالح إسرائيل.
ومن "فلسطين" لـ "سوريا" لا يختلف الوضع كثيرا؛ فالرئيس الذى أخذ يخطب تأييدا للثورة السورية أصبح من دعاة الحل السلمى بما يضمن خروجا آمنا للرئيس السورى بشار الأسد.
وفى هذا السياق قال اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجى: إن رد الرئاسة تجاه القصف الإسرائيلى لسوريا بتقرير إدانة فقط ومناقشة الأمر بمجلس الشوى غير كاف، وأضاف: "ما قامت به إسرائيل مخالف للقانون ولميثاق الأمم المتحدة، وإسرائيل بذلك تعطى لنفسها الحق فى انتهاك سيادة سوريا والاعتراض على ما تراه بالقوة، تحت عدة زرائع كالأسلحة الكيمائية، والتطهير العرقى، وتدخل حزب الله".
وتابع: من يقصف سوريا يمكن أن يقصف أى دولة أخرى بما فيها مصر، ويجب أن يعلم الجانب الإسرائيلى أنه بذلك يحل مصر من أى معاهدات سلام معه فالقوات المسلحة تعلم أن أمن المنطقة من أمننا وأى إضعاف لسوريا هو إضعاف لمصر.
وطالب اللواء عبد المنعم كاطو الخبير الاستراتيجى بأن يكون الرد المصرى أقوى سياسيا برفض أى عدوان إسرائيلى على سوريا وليس عسكريا، مشيرا إلى أن تجمع الفصائل المختلفة من الإخوان مسلمين وحزب الله وفصائل القاعدة هو ما فتح شهية إسرائيل للضرب ووجود تلك الفصائل يهدد بتكرار التعدى عليهم بذرائع المختلفة عن أسلحة كيميائية.
وأكد "كاطو" أن أزمة سوريا هى أزمة العالم العربى ككل، ولذلك لو قرر العرب دخول حرب من أجل سوريا وقتها يمكن أن يشارك الجيش المصرى، أما بخلاف ذلك فلا يجب أن يتورط الجيش فى حرب من أجل صراع داخلى. 
الجريدة الرسمية