رئيس التحرير
عصام كامل

الرسائل الاحتيالية.. طرق الاكتشاف والمواجهة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتخذ الرسائل الاحتيالية عبر البريد الإلكتروني أشكالا متنوعة أكثر من أي وقت مضى؛ حيث يتلقى المستخدم يوميا رسائل تطلب منه تبرعات لأحد الأقارب أو الإعلان عن فواتير أو طلبات عاجلة من زملاء العمل.


وتتضمن بعض الرسائل "نحن مجموعة من القراصنة قمنا باختراق المحافظ الافتراضية للعملات المشفرة"، ويتم تحذير المتلقي من خسارة ما يمتلكه من عملة البيتكوين المشفرة نظير دفع رسوم رمزية.

وتعتبر رسائل الاحتيال أحد أنواع البريد المزعج، وأوضح ماتياس جارتنر، من المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات، قائلا: "البريد المزعج Spam عبارة عن رسائل بريد إلكتروني يتم إرسالها بكميات كبيرة"، وتحتوي بعض هذه الرسائل على مرفقات ضارة، ويهدف بعضها إلى محاولة التجسس على بيانات المستخدم، بالإضافة إلى وجود بعض محاولات النصب والاحتيال.

وعادة ما يتم الحصول على بيانات المستخدمين من تسريب بيانات المتاجر الإلكترونية، أو أن يقوم القراصنة ببيع قوائم البيانات، التي تتضمن عناوين البريد الإلكتروني وبيانات العملاء.

الفكرة وراء رسائل الاحتيال
وأوضح ماتياس جارتنر الفكرة وراء رسائل الاحتيال بقوله: "عادة ما يحتاج القراصنة إلى شخص ما لتبييض الأموال من أجلهم"، فمثلا يبحث المرسل عن شخص لكي يساعده في تحويل الأموال إلى حساب مجهول؛ نظرا لأنه مضطهد سياسيا في بلده ويحتاج إلى مساعدة، وفي نظير إجراء عملية التحويل يمكن للشخص الاحتفاظ بعمولة لنفسه.

وأضاف الخبير الألماني قائلا: "يحصل القراصنة على الأموال بطرق غير مشروعة"، ذلك من خلال اختراق الحسابات المصرفية عبر الإنترنت أو سرقة بطاقات الائتمان. وحذر هانز يواخيم هينشيل، من وحدة الحماية من الجرائم الإلكترونية التابعة لهيئة الشركة بولاية سكسونيا السفلى الألمانية، قائلا: "قد يترتب عن ذلك عواقب جنائية، بالإضافة إلى قيام البنك بإغلاق الحساب في حالة غسيل الأموال، مع متابعة سلسلة تحويلات الأموال وإرجاع الأموال المسروقة إلى أصحابها، وهو ما يسبب أضرارا كبيرة.

وتكثر الرسائل الاحتيالية مع إعلانات العقارات أو الوظائف الوهمية، التي تتطلب من العملاء دفع أموال مقدما، وأشار هانز يواخيم هينشيل إلى أن بعض الرسائل قد تتضمن طلب مساعدة عاجلة لدفع تكاليف الطوارئ أو علاج طفل، وأشار الخبير الألماني إلى أن المحتالين أصبحوا أكثر براعة حاليا ويمكن خداع الضحايا من خلال قصص واقعية.

لماذا يقع المستخدم ضحية؟
ودائما ما يتردد تساؤل حول السبب، الذي يدفع الأشخاص للوقوع ضحايا للرسائل النصب والاحتيال، وللإجابة على هذا التساؤل أوضحت أستريد كارولوس، من جامعة فورتسبورج الألمانية قائلة: "الإنسان كائن اجتماعي"، ويشعر بالحاجة إلى مساعدة الآخرين، ويميل إلى الثقة بالآخرين"، وبالتالي فإن المرء يستجيب بشكل أكثر اندفاعًا للرسائل، التي تثير تعاطفنا أكثر من الرسائل التحليلية، وغالبا ما يقع الأشخاص من مختلف الخلفيات ضحية لرسائل النصب والاحتيال، خاصة إذا كانت مخصصة لأشخاص بعينهم.

ولتجنب التعرض لعمليات النصب والاحتيال ينصح ماتياس جارتنر بتحريك مؤشر الفأرة فوق عنوان مرسل الرسالة أو النقر عليه، من أجل التحقق مما إذا كان مرسل الرسالة يتطابق مع الزميل أو الصديق المزعوم، أو أنها عبارة عن مجموعة من الحروف المبهمة، وفي أفضل الحالات يتعين على المستخدم الاتصال بالمرسل المزعوم والتحقق من أمر الرسالة.
الجريدة الرسمية