معاناة مرضى الكبد مع زراعة الأعضاء
قبل أيام قليلة، صادفت مأساة إنسانية حقيقة لأحد مرضى الكبد، اشتكى لي "عم محمد"، الرجل الصعيدي الفقير من أنه دخل في مرحلة صعبة مع مرضه العضال، ويحتاج إلى عملية زراعة كبد، قالها الرجل وعيناه تفيضان بالدموع، ليس من شدة مرضه ولكن لأنه لا يستطيع تحمل تكاليف العلاج التي ينفق معظمها "من لحم الحي"، فيما تساعده وزارة الصحة بجزء يسير، والآن يفكر من أين يدبر قيمة عملية زراعة الكبد، بعد أن طرق أبواب الوزارة فلم يجد سوى طوابير طويلة من الانتظار، فضلا عن مبالغ كبيرة لا يستطيع تحملها، كما أن المراكز الخيرية التي تقوم بجهد كبير في زراعة الأعضاء لديها قوائم انتظار أيضا.
مأساة "عم محمد" ذكرتني بما قاله الدكتور على محروس، رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص الطبية بوزارة الصحة، مقرر اللجنة العليا لزراعة الأعضاء، في حوار نشرته "فيتو" قبل أيام، حيث أعلن عن إنشاء صندوق لتمويل عمليات زراعة الأعضاء لغير القادرين من المرضى بالمجان.
والحقيقة أن هذه الخطوة ستكون أمرا غاية في الأهمية بالنظر إلى معاناة آلاف المرضى غير القادرين، خاصة مرضى الكبد الذين يقفون على أبواب المستشفيات والمراكز الطبية في انتظار من يخفف عنهم آلامهم، ومن يحمل عنهم هم دفع مبالغ هائلة لا طاقة لهم بها من أجل إنهاء معاناتهم مع المرض.
وعلى لجنة زراعة الأعضاء، التي تجتمع شهريا بكامل أعضائها وهو أمر لم يكن مطبقًا من قبل أن تحسم هذا الأمر سريعا حتى يكون هناك رافد جديد لتخفيف معاناة المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة أعضاء، وبالأخص مرضى الكبد، كما أن على اللجنة أن تحسم سريعا عمليات زرع الأعضاء من المتوفين عبر طرح القضية في حوار مجتمعي وتشكيل وعي وثقافة المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.
إن مصر يجب أن تسرع الخطى خصوصا أننا أكثر بلدان العالم في انتشار فيروس الكبد الوبائي، ولدينا أعداد كبيرة من المرضى من بينهم نسبة ليست بالقليلة تحتاج إلى عمليات زراعة كبد.