«غزوة الجميلات».. 20 صورة ترصد انتخابات لبنان
يواصل الناخبون في لبنان الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية منذ قرابة عشرة أعوام، ليسكت صوت الرصاص وتتكلم صناديق الاقتراع.
وأجريت آخر انتخابات تشريعية عام 2009، وكان يفترض أن تستمر ولاية البرلمان الذي تشكل حينئذ لأربعة أعوام فقط.
ومددت ولاية البرلمان مرتين على ضوء عدم الاستقرار في سوريا المجاورة، ولإفساح المجال لتعديل قوانين الانتخابات.
وجرى تعديل النظام الانتخابي، وخُفض عدد الدوائر، كما سمح للمغتربين بالتصويت للمرة الأولى في تاريخ لبنان.
وبدأ التصويت على مقاعد البرلمان، البالغ عددها 128 مقعدا، في الساعة السابعة بالتوقيت المحلي على أن يستمر لـ12 ساعة.
ولا يتوقع إعلان النتائج الرسمية قبل يوم الإثنين أو الثلاثاء، لكن مراقبين يقولون إن النتائج الأولية قد تبدأ في الظهور مساء الأحد.
وأدلى عشرات الآلاف من اللبنانيين المقيمين في الخارج بالفعل بأصواتهم في الانتخابات.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يعتمد على مراقبين لمتابعة العملية الانتخابية.
وتنتظر البرلمان الجديد قضايا مهمة، لعل أبرزها مصير أعداد كبيرة من اللاجئين دخلوا إلى لبنان مع تفاقم الصراع داخل سوريا، إضافة إلى المشكلات الاقتصادية المستمرة.
أولت صحف عربية، وخاصة اللبنانية، اهتمامًا خاصًا بالانتخابات النيابية التي تُجْرَى في لبنان اليوم لأول مرة منذ ما يقرب من عشرة أعوام، وذلك بعد أن تم تمديد ولاية البرلمان مرتين في ضوء عدم الاستقرار في الجارة سوريا.
وبينما أشادت أصوات في الصحف بهذه الانتخابات، أبدت أخرى تشاؤما بشأن الفترة التالية للاقتراع.
سيندم اللبنانيون
في جريدة "العرب" اللندنية، يحذر خيرالله خيرالله ممّا سيترتب على نتائج الانتخابات وفق قانون الانتخاب الجديد، الذي يرى أنه أتى على "قياس" جماعة حزب الله ليدخل لبنان إلى "مرحلة الوصاية الإيرانية المعلنة".
يقول الكاتب: "سيندم اللبنانيون كثيرًا بعد ظهور نتائج الانتخابات. سيندمون أوّلًا على السماح بتمرير قانون انتخابيّ عجيب غريب، أقلّ ما يمكن أن يوصف به، أنّه وضع على قياس 'حزب الله' الذي حوّل الطائفة الشيعية إلى طائفة منغلقة على نفسها".
ويرى أن جماعة حزب الله اختزلت الشيعة في لبنان "بفكرة السلاح غير الشرعي الذي يمتصّ موازنة الدولة اللبنانية ويدمّر مؤسساتها ويقيم في البلد اقتصادًا ريعيًا يعتمد على موارد مشبوهة وعلى ما يتوفر من إيران".
وفي موقع "ميدل إيست" الإلكتروني، يرى خليل حسين أن الانتخابات اللبنانية تحيط بها "الكثير من السلبيات... سواء بطبيعة قانون النسبية الجديد أو التحالفات أو الروح السياسية التي تحملها".
ويضيف أنه بغض النظر "عما يحكى من معارك سياسية سيخوضها المجلس لاحقًا في ملف الرئاسات والتكليف وتشكيل الحكومة، تبقى الإيجابية الوحيدة هي إجراء الانتخابات بحد ذاتها بعد التمديد للمجلس الحالي، وهي ظاهرة تسمح بتداول السلطة ولو بصورة مبتورة".
طال الانتظار
أما صحيفة "الديار" اللبنانية فقد وصفت الاستحقاق الانتخابي بأنه "أفضل انتخابات نيابية تجري منذ الاستقلال في جو من الديمقراطية والأمن والحرية".
وفي صحيفة "اللواء" اللبنانية، تقول رلي موفّق: "استحقاقات دستورية متتالية ستكون بانتظار لبنان بعد أن تُطوى صفحة الانتخابات النيابية... بدءًا بانتخاب رئيس البرلمان ومرورًا بالاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد وصولًا إلى تشكيل الحكومة وإعداد بيانها الوزاري ونيلها الثقة".
وترى الكاتبة أن هذا المسار "سيعتريه 'شدّ حبال' بدأت ملامحه تظهر، على الرغم من الاقتناع السائد بأن مرحلة ما بعد الانتخابات هي جزء من التسوية واستكمال لها".
وفي السياق ذاته، تتحدث روزانا بومنصف في جريدة "النهار" اللبنانية عن "تعقيدات اليوم التالي للانتخابات".
تقول الكاتبة "يبدو صحيحا أن مرحلة ما قبل الانتخابات والخطاب المرتفع السقوف سيطويها يوم الانتخاب ونتائجه. وفي خضم التعبئة الانتخابية برزت مؤشرات لعناوين المرحلة المقبلة أو لطرح تساؤلات عن ماهيتها".
وفي صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، يقول طارق ترشيشي إن "الوعود الكثيرة التي أطلقتها القوى السياسية، ولا سيما النافذة، مباشرة أو عبر مرشحيها، خلال الحملات الانتخابية، ستكون تحت المجهر في المرحلة المقبلة، فهي وعود طاوَلت ملفات كبيرة بعضها مَرحلي والبعض الآخر مصيري وإستراتيجي وفي مجالات عدة".
ويتابع الكاتب "غالِب الظنّ انّ ملف الفساد سيكون الملف الأبرز الذي سيطرح على بساط البحث، خصوصًا انّ البلاد بلغت مرحلة دقيقة تستوجِب البدء بمعالجة جادّة لهذا الفساد الذي سيزيد الأوضاع الاقتصادية والمالية تدهورًا، في ضوء وصول حجم الدين إلى ما يربو على 80 مليار دولار وتزايد حجم خدمته سنويًا".
حلو النظام
أدلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند العاشرة من صباح اليوم بصوته الانتخابي في ثانوية شكيب أرسلان بفردان، وسط زحمة كبيرة من المقترعين، أمام القلم. وفي حين انتظر دوره للإدلاء بصوته، اكتفى بالقول ردا على سؤال عن سبب انتظاره: "حلو النظام"، مؤكدا التزامه بمبدأ الصمت الانتخابي.
لدى خروجه من مركز الاقتراع، تحدث الرئيس الحريري للصحافيين فقال: "إنه عرس انتخابي للبنان، وقد قمت بواجبي الانتخابي وصوتُّ كأي لبناني. أنا أرى أننا إذا نظرنا لما يحصل حولنا، ورأينا أن لبنان يقوم بانتخابات ديمقراطية، نجد أن البلد بألف خير. وعلى كل مواطن لبناني أن يُقدم على الانتخاب ليؤدي واجبه الوطني ويصوت لمن يريد، وهذا ما يجعل البلد بعافية".
أضاف: "أود أن أشكر كل القيمين على العملية الانتخابية من وزارتي الداخلية والخارجية وقوى الأمن والجيش اللبناني والمندوبين والمراقبين الدوليين والقضاة وكل المؤسسات وغيرهم، هم يقومون بواجب كبير لمصلحة البلد، وإن شاء الله نحن نواكب هذه العملية كرئاسة وزراء وفي الوزارة المعنية. أشكر الجميع، وأعود وأؤكد أن هذه العملية ديمقراطية ولمصلحة المواطن اللبناني، ووفق الله الجميع بإذن الله".