«فيتو» داخل قرية خالد محيي الدين.. الأهالي يتذكرون أنبل مواقفه: كان يعطي راتبه من البرلمان للفقراء.. الإخوان رصدت 20 مليون جنيه لإسقاطه.. والمدينة ارتدت الأسود بعد رحيله
«رحل الجسد وتبقى الذكرى خالدة» تاريخ حافل لخالد محيي الدين مؤسس حزب التجمع وأحد الضباط الأحرار والصاغ الأحمر كما أطلق عليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لانحيازه لليسار، هذا الرجل «الأرستقراطي» الذي كرس حياته للانحياز للفقراء وبالرغم من رحيله عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 96 عاما، إلا أنه سيبقى الفارس بين أهله ووسط محبيه بمسقط رأسه بكفر شكر بالقليوبية.
في ميدان كفر شكر والذي سمي بعد ذلك بميدان "خالد محيي الدين " تقع "سرايا " خالد محيي الدين على مساحة 2 فدان تقريبا والتي يوجد بها مقر حزب التجمع ولديه فيلا أخرى بعزبة محيي الدين.
وعن" السرايا" فتحولت الآن إلى دار للضيافة يستخدمها أبناء العائلة لخدمة الأهالي منهم محمود محيي الدين نائب رئيس البنك الدولي، والنائب البرلماني محمد زكريا محيي الدين.
ويشير جيران خالد محيي الدين أنه كان يظهر بمفرده في المناسبات وأسرته سكنت "الزمالك" بالقاهرة منذ زمن بعيد ولديه ابن واحد يدعى أمين، مشيرًا إلى أن لديه عزبة عبارة عن حدائق من الموالح يديرها أبناء كفر شكر وكانوا يذهبون إليه كل موسم بإيراد الأرض.
جمال عبد الناصر
ويوضح الأهالي، أن آباءهم كانوا يتداولون الحكايات عن سرايا خالد محيي الدين التي زارها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة، بالإضافة إلى يوسف شاهين وعبد الرحمن الأبنودي.
خالد يوسف
وأكد، أن خالد يوسف كان تلميذه النجيب وهو من أدخله المجال السياسي وفي أحد الانتخابات التي دخلها محيي الدين كان خالد يوسف مندوبه في اللجان.
ويشير كامل السيد رئيس حزب التجمع بالقليوبية، إلى أن محيي الدين اختار الانحياز إلى الفقراء وحب خدمة الناس وهو من علمه السياسة والديمقراطية وكان مثالا للانضباط ومن أشهر كلماته "اغسل كلامي قبل نطقه بالماء والصابون "بمعنى حرصه على عدم الخطأ في أحد.
ويؤكد "السيد" أنه لم يدخل بيته مليم واحد من أموال البرلمان فكان راتب البرلمان بالإضافة إلى أمواله الخاصة تعد للإنفاق على الفقراء الموجود أسماؤهم في كشف يرسل لهم المساعدات شهريا كله لوجه الله.
ويوضح، أنه كان يساعد أبناء الدائرة وأوصل الكثير منهم إلى المناصب المهمة في الشرطة والجيش والقضاء والسلك الدبلوماسي بل وصل البعض منهم إلى مناصب السفراء والوزراء بفضل مساعدة محيي الدين.
معركة 2005
ويكمل السيد أن محيي الدين لم يزر القليوبية منذ عام 2005 م والتي كانت آخر معاركه السياسية مع الإخوان، وخسر أمام المرشح الإخواني ويدعي تيمور عبد الغني في جولة الإعادة بينهما بفارق 173 صوتا، وأوضح مرشد الإخوان في ذلك الوقت أنهم دفعوا 20 مليون جنيه لإسقاط خالد محيي الدين.
وأوضح، أن محيي الدين، الذي كان نائب الدائرة منذ الخمسينيات، تأثر باستغلال الإخوان لبساطة الأهالي وإدخال الدين في السياسة وقلة الوعي، وتدهورت حالته الصحية ولم يستطع من حينها زيارة كفر شكر.
ولفت إلى أن الفقيد كان الضابط الذي ولد "في فمه ملعقة ذهب" ولكنه انحاز للفقراء، وحصل على جائزة لينين للسلام وقلادة النيل من الرئيس السابق عدلي منصور.
وأوضح أحمد الحلو رئيس حزب التجمع بكفر شكر، أن ذكرى 2005 ستظل في الأذهان مؤلمة، فعندما نجح الإخوان وكانت الدائرة الانتخابية البرلمانية تضم كفر شكر وطوخ، فتظاهر أهالي القرية رجالا ونساء وارتدوا "الأسود" لرفض الأمر.
واختتم أن أهم ما يميزه هو استشراقه للمستقبل فكان يقول دائما إن سياسة الأنظمة الحالية سوف تسبب في مشكلات اقتصادية في المستقبل وهو ما حدث بالفعل، مشيرا إلى أنه كانت لديه طاقة وحماس ورؤية ويعرف ما يدور بفكر الشباب.