الصحف العربية تبرز تداعيات الغارات الإسرائيلية على الأراضى السورية
نبهت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء إلى أن اشتعال الحرب في المنطقة ودخول إسرائيل كعامل مؤثر في الأحداث التي تشهدها المنطقة وتشهدها سوريا على وجه الخصوص لن يكون في صالح الشعب السوري والشعوب العربية المطالبة بالحرية والديمقراطية ، بل ستصب في صالح النظام وصالح "إسرائيل" فالنظام سيعتبره فرصة للقضاء على الثورة السورية ، فيما ستكسب "إسرائيل" استمرار النظام الذي وفر لها الأمن ولحدودها الحماية ، ولم يطلق رصاصة واحدة باتجاه أرضه في الجولان المحتل منذ أكثر من أربعين عاما.
وركزت الصحف القطرية على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع سورية ، حيث رأت صحيفة "الراية" أن العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف الأراضي السورية وأسفر عن تدمير أسلحة نوعية إستراتيجية كان يخزنها النظام لا يمكن أن يخدم بأي صورة من الصور الشعب السوري أو المعارضة السورية التي تقاتل من أجل إسقاط نظام الأسد .
وأضافت :"إن توقيت الغارة الإسرائيلية خدم النظام إعلاميا حيث احتلت أخبارها وسائل الإعلام وغاب التركيز على المذابح الطائفية التي يقوم بها جنود النظام وميليشياته وشبيحته في بلدات وقرى مدينة "بانياس" التي بدأ أهلها بالفرار منها خشية من التطهير الطائفي المذهبي".
وحذرت الصحيفة من استمرار فشل المجتمع الدولي في وضع حد للمأساة السورية واستمرار الانقسام في المواقف الدولية الداعمة للشعب السوري وللمعارضة السورية ورفض تزويدها بالسلاح النوعي للدفاع عن الشعب السوري في وجه القتل اليومي الممنهج الذي يقوم به جنود النظام.
واعتبرت الصحيفة أن إسرائيل أثبتت مرة أخرى أنها دولة "فوق القانون" وأنها لا تعبأ بالقوانين الدولية أو تكترث بالعقوبات نتيجة انتهاكها سيادة بلد مستقل "سوريا" بحجة الحفاظ على أمنها.
وخلصت الصحيفة إلى أن المسئولية تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي في إدانة الهجوم الإسرائيلي على الأراضي السورية ومحاسبة إسرائيل ومنعها من تكرار عدوانها الذي يصب في صالح النظام السوري فهو المستفيد من خلط الأوراق ، ودخول "إسرائيل" على خط الأزمة السورية ، ما سيوفر له طوق النجاة والهروب من المساءلة والمحاسبة الدولية على المذابح التي ارتكبها في عموم المدن السورية.
ومن جهتها، أكدت صحيفة "الشرق" القطرية أن المواقف الواضحة تجاه الأزمة السورية وتداعياتها، تعجل حل الأزمة ، فلا خلاف حول أن ثورة سوريا هدفها أن يقرر الشعب مصيره، ويفرض إرادة التغيير، وازاحة نظام الاسد، وأن المجتمع الدولي يرفض الجرائم التي يرتكبها النظام، ولكن تحركه ليس كافيا وحاسما.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكل يقف مع سوريا شعبا وأرضا، ويرفض نظام الأسد، الذي باتت أيامه معددوة ؛ لذا جاءت الإدانات العربية والدولية للغارة الإسرائيلية على سوريا ؛ لأنها تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وسيادة دولة.
وأوضحت "الشرق" بأن نظام الأسد يحاول الربط بين الغارة والمعارضة ، سعيا لصرف الأنظار عن أفعاله ، وللتقليل من انتصارات الثوار ، وتقدمهم على الأرض.
وتناولت صحف الإمارات هذا الملف ، حيث كتبت صحيفة "الخليج" تحت عنوان "عدوان بإذن أمريكي" تقول "لم يكن مفاجئا أن توفر الولايات المتحدة الغطاء للعدوان الإسرائيلي على سوريا من خلال التذرع بالأمن الإسرائيلي باعتباره مقدسا ، ويمكن حمايته في أي زمان ومكان حتى ولو شكل خرقا وانتهاكا للقوانين الدولية المتعارف عليها التي هي أساس ميثاق الأمم المتحدة ومن المفترض أن يكون مظلة للعلاقات الدولية وحماية الأمن والسلم الدوليين".
وشددت الصحيفة على أن العدوان الإسرائيلي يستهدف في الأساس سوريا كوطن وشعب وكيان ومقدرات و هنا يتجاوز الأمر النظام السوري مهما يقال فيه وعنه ؛ لأن العدوان بحد ذاته ينال من دولة عربية في تجاوز فاضح للقوانين الدولية بإذن أمريكي صريح ينتهك هو الآخر هذه القوانين بل العلاقات الدولية المتعارف عليها.
من جهتها ، رأت صحيفة "البيان" الإماراتية أنه رغم التهديدات والتصريحات الصادرة عن مسئولين سوريين مثل تصريح نائب وزير الخارجية فيصل المقداد بأن الغارات الإسرائيلية الجوية ضد أهداف في عمق أراضيها خلال الأيام الماضية هي إعلان حرب وسيكون الرد عليها في الوقت والمكان المناسب ، إلا أنه كالعادة لا يتوقع أن يكون هناك رد فعل من جانب سوريا أو (حزب الله) على العدوان السافر الذي يعتبر انتهاكا خطيرا لسيادة دولة عربية من الممكن أن يعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات.
وتابعت صحيفة "البيان" الإماراتية تغطيتها الخارجية لملف تداعيات الغارات الإسرائيلية على سوريا ، حيث ذكرت أنه يبدو أن النظام السوري لا يحتاج لإصدار أي بيان يؤكد فيه أن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتتابعة سيكون في زمان ومكان مناسبين و سيكون بشكل فوري..باعتباره لم يستطع في أوقات قوته وسيطرته الكاملة على البلاد أن يمتلك هذين الزمان والمكان فهل يستطيع الآن وهو منهك في الدفاع عن بقايا سلطته التي تئن تحت ضربات قوى المعارضة التي تتمدد في مساحات مربعاته الأمنية.
وبينت الصحيفة أن الرسالة السرية التي مررتها إسرائيل إلى الرئيس السوري بشار الأسد عبر دبلوماسيين أجانب ، حسب تقارير إسرائيلية ، وقالت فيها إنها لا تريد التدخل في الحرب الأهلية في سوريا ، يبدو أنها طمأنت نظام الممانعة الذي يتخوف من أن إسرائيل ستعمل على انهيار نظامه..كما أن حزب الله يتخوف من تراجع قوته في حال دخل بمواجهة مع إسرائيل في توقيت غير مريح له ولطهران ودمشق.
وأشارت إلى أن ذلك ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مغادرة إسرائيل إلى الصين حسب جدول أعماله.
وبدورها ، ذكرت صحيفة "الوطن" الاماراتية أن الجميع في المجتمع الدولي يعلن أنه مع الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا والجميع يقدم المساعدات بصورة أو أخرى للطرفين المتقاتلين بالسلاح في معظم الأحيان وبالدعم اللوجيستي والإعلامي والمعلوماتي وهو تناقض ليس بين الدول ولكنه في الدولة الواحدة.
وأضافت لا أحد يستطيع أن يتصور شكل الحل السياسي الذي يمكن أن تتفق عليه الولايات المتحدة وروسيا وبالتبعية الدول الأخرى الضالعة في تزويد الطرفين بالسلاح دون النظر إلى إمكانية الحل السياسي للأزمة.
وبينت الصحيفة أنه إذا طرحت مبادرات عملية وواقعية وموضوعية فإن الطريق سيكون ممهدا للتوصل إلى صيغة للحل السياسي تكون فيه المعارضة عنصرا أساسيا خاصة وأن المعارضة المدنية المعتدلة تحمل مشروعا لدولة مدنية وديمقراطية معترفا به من معظم دول العالم خاصة الدول العربية وأصدقاء الشعب السوري.
وأكدت "الوطن" في الختام أنه إذا طرحت مثل تلك المبادرات العملية والموضوعية فإنه لن يكون أمام روسيا والصين إلا التوافق على هذا المسار والاتفاق على أهمية إنهاء الحرب الدائرة الآن بسرعة كي لا يتدهور الوضع أكثر مما هو عليه الآن.