رئيس التحرير
عصام كامل

مولد «أبو الجود».. حكايات أهالي الأقصر عن صاحب المقام

فيتو

تمثل "موالد" أولياء الله الصالحين بمحافظة الأقصر، جزءًا من التراث الشعبى للمحافظة، فكل منها له قصص وروايات خاصة، يتداولها المواطنون ويتباركون بها.


ومن بين تلك الموالد التي تقام مولد الشيخ أبو الجود، التي سميت المنطقة المتواجد بها باسمه لكراماته وشهرته الواسعة التي أثرت في المحيطين به.

واحتفل أهالي منطقة أبو الجود بالأقصر، أمس الجمعة، بختام فعاليات الاحتفال بذكرى مولد الشيخ أبو الجود، بمشاركة الآلاف من أبناء المنطقة والمحبين.

ويروى بعض الذين يحتفلون بهذا المولد روايات كثيرة عن كرامات الشيخ "أبو الجرود"، لـ "فيتو" والتي بسببها أطلقوا عليه أبو الجود.

يقول "أحمد النحاس"، خادم بمقام الشيخ "أبو الجود"، كان اسمه الحقيقى أبو الجرود، ولقب بعد ذلك بأبو الجود لشدة كرمه، وقدم إلى الأقصر، وعاش بتلك المنطقة التي سميت باسمه، بعد قدوم القطب الكبير الشيخ أبو الحجاج الأقصرى.

وأكمل حديثه لـ"فيتو"، أن مقام هذا القطب الكبير، يحتوي على 5 مقابر وأضرحة لـ" الشيخ أبو الجود، ونجله محمد، والشيخ المغربى أحد أتباعه، والشيخ أحمد الجنيدي مساعده، وخادمته الرطانية، كما يطلق عليها الأهالي.

وللشيخة الرطانية رواية غريبة، عن حبها للمناديل التي تلف بها الرأس والحنة، حيث كانت تقصدها الفتيات اللاتى لم يتزوجن والنساء اللاتى لم ينجبن لتقديم الهدايا لها من الحنة والمناديل، اعتقادًا منهن في التبرك بها والزواج والإنجاب بعد تقديم تلك الهدايا.

وأوضح أن أولياء الله الصالحين يبعثهم الله لهداية الناس، فأرسل الله سبحانه وتعالى الشيخ أبو الجود، لنشر تعاليم الإسلام وهداية الناس، وسميت تلك المنطقة باسمه بعد وفاته.

ويضيف "عبد الرحيم الهش"، أحد أبناء عائلة الهشوشة وهى أقدم عائلة بالمنطقة، وأحد منظمي مولد أبو الجود، أن الشيخ أبو الجود قدم إلى الأقصر، برفقة الشيخ أبو الحجاج والشيخ عبد الرحيم القنائى، على متن رحلة نيلية واحدة، قدموا فيها إلى الأقصر، وأقام بتلك المنطقة التي كانت تسمى قديمًا "الكرنك القديمة".

وتابع، أن تلك المنطقة كانت تشتهر قديمًا بشرب الخمر ولعب القمار، فبعث الله بالشيخ أبو الجود إليها لهداية الناس، ونشر تعاليم الإسلام الصحيحة.

فيما أكد عبد الماجد رمضان، أحد أهالي المنطقة، أن الشيخ أبو الجود له كرامات عديدة بعد وفاته، رآها الكثير من أبناء المنطقة، فكان يظهر على هيئة رجل أبيض ذو لحية كبيرة، راكبًا حصان أبيض، ويجوب المنطقة بالكامل، مشيرًا إلى اعتقاد الأهالي حراسته لمجموعة من الكنوز الفرعونية المدفونة بالمنطقة مثل سيدى أبو الحجاج.

وأضاف رمضان، أنه عند تجديد مقامه والحفر فيه، منذ نحو 25 عامًا وجد بجوار مقبرته موقع أثري به طريق يحتوي على أعمدة فرعونية محتفظة بألوانها، وتم ردمها لعدم العبث بها احترامًا له، كما وجد جثمان لطفل صغير ملفوف بقطعة قماش من الصوف حمراء اللون، ولم يتعفن الجثمان أو يتأثر بحالة الوفاة كأنه ميت منذ دقائق، وأكد كبار السن من أهالي المنطقة حينها أنه نجل الشيخ، فتم شراء كفن جديد له ودفنه في اليوم الثاني بعد إحضار العديد من المشايخ وقيادات الأوقاف.

وأشار العديد من كبار السن بالمنطقة أثناء حديثهم ل"فيتو"، إلى أنه حتى يومنا هذا تفوح من داخل ضريح الشيخ أبو الجود رائحة، كرائحة المسك، كما يسمع قبل آذان الفجر داخل مقامه المغلق زغاريد للنساء وبعض النمنمة، كأن هناك بعض الأشخاص يقرءون القرآن.
الجريدة الرسمية