مصر في حاجة لحزب أغلبية
مصر من الدول التي لديها عدد كبير من الأحزاب السياسية، من المفترض أن يكون لديها وجود في الشارع المصري، وحضور فعال لدى المواطنين، خاصة أن الحياة السياسية تستوعب كل الآراء والاتجاهات..
قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ بلغ عدد الأحزاب ٨٤ حزبًا سياسيًا قانونيًا، وكانت الأغلبية للحزب الوطني الذي انهار في أول اختبار حقيقي خلال أحداث يناير، ثم سرعان ما تم انسحابه من الحياة السياسية.. الحال نفسه بالنسبة لحزب الحرية والعدالة الناطق بلسان جماعة الإخوان الإرهابية الذي ذهب بلا رجعة عقب ثورة المصريين المجيدة في ٣٠ يونيو، إضافة إلى أحزاب كثر إلا أن العديد منها لم يكن يتعدى مقرًا وجريدة..
بعد ثورة يناير كانت هناك ما يشبه (الهوجة) حيث أعلنت جهات تأسيسها لأحزاب سياسية جديدة، لكن أغلبيتها كان حبرًا على ورق، فليس لها وجود أو حضور لدى الشعب المصري.. الحياة السياسية لا تزدهر إلا بوجود أحزاب قوية، لديها فكر وإستراتيجيات تسهم في إيجاد حلول للمشكلات والأزمات، وتعمل على إثراء المناخ السياسي بأفعالها وليس فقط بشعارات زائفة لتعلن عن نفسها ولو بالأكاذيب وخلق الأزمات..
الحياة السياسية الآن خالية من وجود أحزاب قوية تستطيع أن تفرض مكانتها في الانتخابات بشتى مسمياتها، وهذا لم يأت من فراغ إنما يأتي من خلال جهود مضنية وبرامج يتم وضعها بدقة دون تجميل أو تزييف للحقائق، وتعمل بجانب الدولة من أجل دفعها للأمام، خاصة أن الأرض خصبة لظهور الأحزاب في وجود مناخ ديمقراطي لم نشهده من قبل..
وطبيعي أن الحياة السياسية لا يمكن لها أن تستقيم إلا بوجود حزب أغلبية يعمل على دعم الدولة المصرية، لكن عليه أن يصبو للمصلحة العامة، وأن يتخذ من التجارب الحزبية السابقة لمن يطلقون على أنفسهم الأغلبية درسًا إذا أراد الاستمرار في الحياة السياسية بقوة، وهذه القوة لم تأت إلا من خلال الشعب المصري الذي يلتف حول الحزب الذي ينتمي إليه عن اقتناع بمبادئه..
مصر في حاجة لوجود أحزاب قوية خلال هذه المرحلة، من بينها حزب أغلبية بشرط ألا نعود لإنتاج ما مضى وأخرى تنافس بقوة لتصل إلى الأغلبية، الأمر الذي يصب في النهاية لمصلحة الحياة السياسية التي نصبو إليها عن كثب.. نريد أحزابا قوية تجذب الضوء لها بمسارها الصحيح لا أحزاب ينفض الشعب من حولها بعد أن يكشف هويتها التي لا تصب في مصلحة الوطن.