شوفوها بعيونهم!
استمتعت بمشاهدة «الفيديو» الذي عرضته الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها «هنا العاصمة» وقام بإعداده مجموعة من شباب الإسكندرية التي أعشقها، وكنت أعتقد أنني أعرف كل شبر فيها، وفوجئت عقب عرض «الفيديو» أنني ما زلت أجهل الكثير عن كنوزها الخفية، وأن الإسكندرية التي أراها بعيوني ليست هي التي يراها هؤلاء الشباب بعيونهم، لذلك كان اختيار عنوان الشريط «شوفوها بعيونهم» هو اختيار موفق تماما.
«الفيديو» المبهر لم يتوقف فقط عند عرض المناظر الخلابة التي ترشح المدينة لأن تصبح الأهم على مستوى العالم في مجال السياحة، ولا معالمها التاريخية عبر القرون، والتي تميزها عن غيرها من المدن الساحلية، وتحفز وزارتي الثقافة والآثار على الاستفادة من تلك الرؤية التي قدمها الشباب باللغة السينمائية الحديثة، لتعريف شباب العالم بالكنوز المصرية «كما لم يقف شريط الفيديو» عند حدود عرض الحياة اليومية لأبناء المدينة في أحيائها الفقيرة والغنية.
وإنما حاول الغوص في أعماق المواطن السكندري من خلال لقطات معبرة تبرز الجوانب الإنسانية في تعاملاتهم، مستخدما أحدث آلات التصوير المتطورة في تقديم جوانب جديدة لم يهتم بها أحد قبل هؤلاء الشباب، الذين أثبتوا قدرات مهنية عالية، رغم عدم حصولهم على الدراسة الأكاديمية في معاهدها وكلياتها المتخصصة.
وعندما سألتهم الإعلامية لميس الحديدي عن كيفية إعداد الشريط الذي يخضع لكل القواعد المهنية دون دراسة أكاديمية أجابوا: إن الدراسة الأكاديمية ليست محصورة في الكليات والمعاهد الأكاديمية، وأوضح أحدهم وهو طبيب اسمه مصطفى شلبي أنه أعتبر الحصول على تلك المعارف تحديا حقيقيا استطاع مع الآخرين اجتيازه حتى يحققوا ذواتهم، ويستحق هؤلاء الشباب أن يجدوا التشجيع من الوزارات والمؤسسات المسئولة، وتقدير دورهم في تقديم مصر الآمنة المستقرة إلى شعوب العالم بلغة سينمائية متطورة.
وقد أعلنوا خلال البرنامج أنهم يسعون لتقديم «فيديوهات» أخرى عن باقي المحافظات المصرية، ويجدون صعوبة في الحصول على التصريحات الأمنية التي تمكنهم من التصوير في تلك الأماكن.
والكرة الآن في ملعب وزارتي السياحة والآثار لدعم هؤلاء الشباب والاستفادة من إمكاناتهم الفنية لتنشيط السياحة وتعريف المصريين بأن مصر على حد تعبيرهم «حتة من الجنة».. دعونا نري مصر بعيون الشباب!