لسنا في خدمة أمريكا!
عندما انتقد الرئيس السيسي غياب الدور العربى في سوريا مثل دول عربية أخرى عانت من الأزمات، فإنه لم يكن يدعو لإحلال قوات عربية محل القوات العسكرية الأجنبية فيها، أو حتى مشاركة العرب بقوات بجانب القوات الأجنبية.. فإن الموقف المصرى شديد الوضوح تجاه سوريا، وهو موقف ثابت لم تغيره مصر حتى في ظل وجود خلافات مع بعض الأشقاء العرب في إحدى الفترات جاهروا هم بها.
مصر تريد الحفاظ على الدولة الوطنية السورية وعلى وحدة الأراضي السورية، وعلى أن يتم تحديد المستقبل السياسي لسوريا بأيدي السوريين وحدهم.. ومن هنا ترفض مصر كل التدخلات الأجنبية في سوريا التي تقوم بها قوى ودول إقليمية وعالمية لا تبغى سوى تحقيق مصالحها وحدها ولا تكترث بمصلحة سوريا وشعبها.
ولذلك بعيدا عن أي تأويلات لو تفسيرات متعمدة بتصريح هنا أو هناك لمسئولين مصريين يمكننا القول إن مصر لا يمكن أن ترسل قوات عسكرية إلى سوريا سواء لتحل محل القوات الأمريكية فيها أو لتشارك هذه القوات الأمريكية التواجد على الأراضي السورية بخدمة أهداف إستراتيجية أو حتى تكتيكية أمريكية.
وعندما رفع الرئيس السيسي شعار مسافة السكة لدعم الأشقاء العرب كان يعنى به أن مصر مستعدة لمساعدة أي دولة عربية يتعرض أمنها القومى لخطر عندما تطلب ذلك من مصر.. أما القيام بدور لخدمة أمريكا لا يفيد مصر وأمنها القومى، بل ويضر بشقيقة عربية فلا يمكن أن تقوم به مصر، ولا يقبل به الرئيس السيسي الذي حرص منذ بداية حكمه على استقلال القرار المصرى، حتى في أشد وأصعب الأوقات التي مرت علينا، خاصة اقتصاديا.