«ألفى إيفانز» مأساة طفل تهز العالم.. رفضته بريطانيا والتقطته يد بابا الفاتيكان..إيطاليا منحته جنسيتها للعلاج على أرضها.. طائرة هيلكوبتر تحت تصرفه... والموت يكتب الفصل الأخير في قصته
اختار مرض نادر في المخ لم يعرف الأطباء تشخيصه حتى الآن، طفلا بريطانيا يدعى ألفى إيفانز ليضعه في معركة أكبر من سنه، ويجعله حديث العالم كله، بعدما قرر القضاء البريطاني، رفع أجهزة التنفس الصناعى عن الطفل الصغير، واعتبار حالته حالة ميئوس منها قبل أن يكتب الموت الفصل الأخير في مأساته.
قرار القضاء جاء بعد إجماع أطباء المستشفى الذي يعالج به أنه لا أمل من شفائه، ولن تجدي أي محاولة لكتابة حياة جديدة للطفل، وأن الأيام المتبقية له على قيد الحياة أصبحت معدودة، بعد رفع أجهزة التنفس الاصطناعى عنه وتركه وحيدًا يواجه الموت المحتوم.
عمل غير إنساني
تخلى القضاء البريطانى عن والدي الطفل الرافضين للاستسلام لكلام الأطباء عن حالة ابنهما، ولم يرق لدموعهمها في المحكمة، وأكد أن المزيد من العلاج للطفل يعد عملا «غير إنساني»، وقرر وقف محاولات علاجه بأحد مستشفيات مدينة ليفربول، في حين يرى والدا الطفل أنه يستجيب للعلاج ويحتاج إلى مزيد من العناية الطبية، وفى سبيل ذلك نظم العديد من حملات التبرع للطفل؛ لجمع المال اللازم لمنحه فرصة جديدة في الحياة سواء كانت طبيا أو قانونيا في معركتهم القضائية.
التقارير الطبية التي أصدرها المستشفى الذي يعالج به «إيفانز» أكدت أن هناك تدهورًا كارثيًا في أنسجة دماغ الطفل، وأنه لن يستطيع التنفس بعد إلا من خلال أجهزة التنفس الاصطناعي، وأنه معرض لأزمات تنفس شديدة بين الحين والآخر من الممكن أن تكتب إحداها نهاية رحلة معاناته، الأمر الذي أكدته لجنة من خبراء طب إيطاليين قاموا بزيارة الطفل ورأوا أن محاولة علاجه نوع من «العبث» غير المجدي.
رفض الاستئناف
ومنذ أيام أعلنت المحكمة العليا في بريطانيا رفضها الاستئناف النهائى لوالدى الطفل، والذي يعارضان فيه فصل أجهزة التنفس عن الطفل، ولكن المحامى الخاص بهما، أكد أنهما لن يستسلما وسيواصلان معركتهما القضائية في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، موضحًا أن عائلة الطفل لديها الحق الكامل في التصعيد القانونى للحصول على حق ابنها الكامل في استنفاد فرص بقائه على قيد الحياة.
البابا فرانسيس
أزمة الطفل «إيفانز» وصلت أصداؤها للبابا فرانسيس، الذي أبدى تعاطفه الصريح مع حالة الطفل ودعا له في صلواته عقب اجتماع في الفاتيكان بروما منذ أيام، ثم التقى بوالد الطفل وأكد له أن سيد الحياة الوحيد، من بدايتها إلى نهايتها الطبيعية، هو «الله»، وأن من واجبنا نحن أن نبذل كل ما بوسعنا للحفاظ على الحياة، وللتأكيد على نداء الرحمة الذي أطلقه البابا كتب في «تويتر»: انطلاقا من شعورى بالتأثر لأجل الصلاة والتضامن واسع مع الطفل ألفى إيفانز، أجدد مناشدتى للإصغاء إلى معاناة والديه، وتلبية رغبتهما بتجربة إمكانيات جديدة للعلاج.
وفى تفاعل ملحوظ من جانب إيطاليا، أعلنت السلطات الحكومية أنها منحت الجنسية للطفل، وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان، قررنا منح الجنسية الإيطالية للصغير ألفى إيفانز، لذلك نأمل بأن يسمح للطفل، باعتباره مواطنا إيطاليا، بالانتقال الفورى إلى إيطاليا لاستكمال رحلة إنقاذه.
وتواصلت ردود الأفعال الإيجابية من الجانب الإيطالى عندما أبدت مديرة مستشفى روما للأطفال «بامبينو جيزو»، أتم الاستعداد للسفر إلى ليفربول لأجل الطفل، قائلة: تحدثت إلى والد ألفي، وقال إنه يستخدم قناع الأوكسجين في الوقت الحالي، لكن هناك حاجة لنقله في أقرب وقت إلى المستشفى، وبعدها تحدثت مع سفير إيطاليا لدى لندن، رافاييلى ترومبيتا، حيث أخبرته أن الفريق الطبى للمستشفى على استعداد لاستقبال الطفل.
لمحة إنسانية
البابا فرانسيس أظهر هنا أيضا لمحة إنسانية، بوضع طائرة عسكرية هليكوبتر على أهبة الاستعداد لنقل الطفل البريطانى إلى إيطاليا بمساعدة «الإسعاف الجوى العسكري» الذي وافقت عليه الفاتيكان، ومن المنتظر موافقة الحكومة البريطانية على نقل الطفل، لاستكمال رحلة صراع الطفل مع الموت غير أن الطفل فارق الحياة في نهاية المطاف بعدما هزت مأساته العالم كله.
نقلا عن العدد الورقي...