رئيس التحرير
عصام كامل

قصة قطار «بني سويف - اللاهون» المدفون بالحيا.. خرج عن القضبان منذ 20 عاما.. انقلبت إحدى عرباته وعاقبته الهيئة بإلغاء الخط.. الأهالي: تركوه فريسة للصوص وأبلغنا عن سرقته «محدش سأل فينا

فيتو

منذ ما يزيد عن 20 عامًا وفى إحدى حلقات مسلسل كوارث السكة الحديد، خرجت إحدى عربات قطار«بني سويف - اللاهون» عن القضبان أثناء مروره بين قريتي شاويش وقاي، بمركز إهناسيا، ما أسفر عن انقلاب إحدى العربات ووفاة راكب وإصابة آخرين، ومع محاولات وصفها الأهالي بـ«الفاشلة» لم تتمكن معدات وأوناش السكة الحديد من رفع العربة التي انقلبت على الشريط الحديدي إلى الآن، ما يزيد عن عشرين واللصوص يفككون في مهمات العربة ويسرقون قواطع الشريط الحديدي، والأهالي يصرخون «أبلغنا الشرطة وهيئة السكة الحديد ولا حياة لمن تنادي».


انقلب منذ 20 عام
يقول بدوي عبد الحميد، فلاح، من قرية شاويش: «منذ سنوات عدة تزيد عن 20 سنة، انقلبت إحدى عربات قطار خط بني سويف اللاهون، وتوفي في الحادث أحد الركاب» ومنذ هذا التاريخ تم إلغاء الخط، وقامت هيئة السكة الحديد بإحضار ونش ولكن فشل في رفع العربة من على القضبان الحديدية «ومن يومها ذهبوا ولم يعودوا تركوا القطار عُرضة للصوص»، تعرضت عربة القطار والشريط الحديدي للسرقة من قبل اللصوص الذين يبيعون القواطع والمهمات الحديدية لتجار الخردة.

اللصوص وتجار الخردة
وأضاف: وجود العربة على مدار السنوات السابقة وإلى الآن يسبب لنا المتاعب، لأننا أول من توجه لهم الاتهامات بسرقة المهمات والقواطع الحديدة والفلنكات الخشبية، مضيفًا: «حافظنا قدر الإمكان على العربة والشريط الحديدي والمهمات، باعتبارها مال عام، ولكن دائمًا ما يتسلل اللصوص إليها ليلًا ويقومون بفك قطع حديدية من العربة والشريط الحديدي»، مشيرا إلى أنهم أبلغوا الشرطة والأجهزة المعنية «لكن لا حياة لمن تنادي».

سرقة الشريط الحديدي
وتابع: «منذ أسبوع تقريبًا فوجئنا صباحًا باللصوص قاموا بفك كميات كبيرة من الخط الحديدي، وقمنا بإبلاغ الأجهزة المختصة، ولكن يتم تجاهل بلاغاتنا دائمًا، مضيفًا: «نتضرر نحن المزارعين من تواجد العربة في مكانها منذ سنوات، لإغلاقها الطريق أمام الأراضي الزراعية الواقعة على الشريط الحديدي وهو ما يعيق سيرنا ويصعب دخول المواشي والجرارات الزراعية للحقول».

عبئًا على الدولة
ويقول سالم مهدلي، فلاح، من قرية قاي، بمركز إهناسيا، الحكومات المتعاقبة أغفلت الاستفادة من تلك الثروات، التي كان يمكن للحكومة من خلالها توفير الأموال اللازمة لتطوير هذا المرفق الحيوى الذي يخدم المصريين من أقصى الشمال لأقصى الجنوب، وشرقا وغربا، إضافة إلى إعادة هيكلة قطاع السكة الحديد دون أن يكون ذلك عبئًا على الدولة، أو اضطرارها إلى الاقتراض من البنوك، في ظل ارتفاع ديون السكة الحديد إلى 27 مليار جنيه.

خردة القضبان
وقال بلال سيد، تاجر، إن خردة السكة الحديد مميزة، خاصة حديد القضبان الذي يعتبر أنقى أنواع الحديد، لذلك يدخل في الكثير من الصناعات المعدنية وأساس صناعة الحديد والصلب، ويشارك تجار الخردة في مزادات هيئة السكة الحديد لشراء حديد القضبان وبيعها لمصانع الحديد والصلب، بدلًا من تركها عرضة للسرقة والنهب تحت أعين مسئولي الأجهزة المعنية.

شرطة النقل والمواصلات
قال مصدر بهيئة السكة الحديد، فضل عدم ذكر اسمه، إن سرقة القضبان زادت بكثرة خلال فترة ثورة 25 يناير وما تلاها، ومنها كميات من خط «إهناسيا- بني سويف»، بالإضافة إلى المخازن التي تمت سرقتها، ويعتبر هذا مسئولية شرطة النقل والمواصلات، وعلى المحليات مسئولية تنظيف الخطوط التابعة للسكة الحديد غير المستخدمة وحمايتها من الاندثار تحت الأرض.

جار عليها الزمن
وأضاف المصدر، أن هناك خطوطًا جار عليها الزمن، ولا تمثل مبالغ كبيرة، وفى حالة استخراجها سوف تكلف الهيئة أكثر من ثمنها، وقد تكون متهالكة وبالتالى لا تستطيع بيعها، ومنذ فترة قريبة تم بيع 23 ألف طن حديد قضبان بـ 50 مليون جنيه، ولكن هذا المبلغ لا يمثل شيئا لاحتياجات منظومة السكة الحديد التي تحتاج مبالغ بالمليارات، فقطع الغيار تستورد بالعملة الصعبة.
الجريدة الرسمية