رئيس التحرير
عصام كامل

أبوإسماعيل.. طلع فلول يارجالة !


يقول كلامًا ترتفع البورصة.. ينفى كلامًا تنخفض البورصة.. يملأ الدنيا صخبًا وجدلاً، ولسان حالنا يقول "ما لنا نسمع ضجيجًا ولا نري طحنًا".. هذا هو حالنا مع حازم صلاح أبوإسماعيل، الذي ظهر على فجأة بين الأوساط السياسية في زمن يقاس فيه قدر المرء بطول لحيته، وهو من حيث الكفاءة لا يمتلك إلا لحية بيضاء تلامس كرشه ولا شىء غير ذلك.


آخر افتكاسات الشيخ أن الشرطة والقضاء والأزهر مؤسسات فاسدة تابعة لنظام مبارك، هكذا بلغة تعميم تصيب أقوامًا بجهالة دون التبين الذى نص عليه القرآن الكريم، وقال لافض فوه، إن "مرسي ومجلس الشورى ومجلس الشعب المنحل" هى المؤسسات الوحيدة الثورية، وتجاهل سيادته أن أول الفلول هو محمد مرسى شخصيا.

ومحمد مرسي إن كان الشيخ يجهل، هو من أفرغ دوائر انتخابية فى انتخابات ٢٠٠٥ م لرموز نظام مبارك، ومن بينهم أحمد عز.. وقال ساعتها في حوار منشور "إن الجماعة أخلت هذه الدوائر لأنه لا يليق أن يزاحموا رموزًا وطنية مثل أحمد عز، أما صديقه المقرب الدكتور محمد بديع فهو من كان يتمني لقاء الرئيس السابق، وهو مع جماعته من باركوا التوريث قبل أن "تصهين" عليه بقية التيارات السياسية الأخرى.

كل هذا كوم، وقصة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل كوم آخر، بعد أن انكشف المستور علي لسان وزير الأوقاف، الذى قال إنه ووزارته لم يمنحوا أبو إسماعيل حق إلقاء دروس بمسجد أسد بن الفرات، وأن الشيخ حازم المعارض القوى حصل علي هذا الحق بمباركة من النظام السابق.

إذًا.. نحن أمام واقعة يجب أن نتدارسها، فالشيخ الذى يتهم القضاء والشرطة والجيش بأنها مؤسسات فساد تابعة لمبارك كان واحدًا من المقربين من نظام مبارك لعدة أسباب..

أولها أن مسجد أسد بن الفرات هو المسجد الأكبر والأهم فى الدقي، إن لم يكن فى الجيزة، ولا يمكن تصور أن يحصل حازم صلاح أبو إسماعيل على موافقة بإلقاء دروس فيه إلا إذا كان سيادته واحدًا من المرضى عنهم.

وعادة كان الخطباء يحصلون على موافقة بإلقاء الدروس إذا ما كانت تقارير أمن الدولة تؤكد حسن سير وسلوك المتقدم للحصول علي التصريح، وهو ماحدث بالنسبة للأخ حازم صلاح أبو إسماعيل.. فالطبيعى أن الشيخ حازم تقدم بطلب وتم استدعاؤه إلى مكتب أمن الدولة بالجيزة والمعروف بجابر بن حيان، وبالطبع كان المكتب لديه من المبررات ما يجعله يبارك وجود حازم بأسد بن الفرات.

ولأن الشيخ حازم كان داعمًا لنظام مبارك وكان مطيعًا للأجهزة الأمنية، فإنه حصل علي موافقة بل وكانت "أمن الدولة" تبارك وجوده بأسد بن الفرات لما يقدمه من خدمات جليلة للنظام، وإلا لما حصل علي هذا الترخيص الذى قد يحرم منه في عهد أصدقائه من جماعة الإخوان.

الأهم أن هذا الترخيص الذى حصل عليه الشيخ الحر الأبى، الذى يرى أن الجيش والشرطة والقضاء والأزهر مؤسسات تابعة لمبارك ونظامه، هو الوثيقة التى تؤكد أن الشيخ كان أكثر تقربًا لمبارك ونظامه من هذه المؤسسات.

الجريدة الرسمية