رئيس التحرير
عصام كامل

الطائرات الورقية.. صداع في رأس الكيان الصهيوني

فيتو

في كل مواجهة تنشب بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال تظهر هشاشة هذا الكيان، الذي يتباهى بامتلاكه أحدث الوسائل التكنولوجية لكن ما إن يقف الجندي الصهيوني أمام وسيلة تقليدية بدائية يبتكرها الفلسطينيون لمواجهة عمليات القنص والقتل، حتى يتبين أن جنود الاحتلال غير قادرين على مواجهتها بداية من الحجارة ووصولًا لآخر الابتكارات الفلسطينية وهي الطائرات الورقية التي أصبحت في الآونة الأخيرة تشكل صداعًا في رأس الاحتلال.


وانتشر استخدام الطائرات الورقية من جانب الفلسطينيين مع بداية اندلاع مسيرات العودة قبل عدة أسابيع، ومنذ أن استعان بها الفلسطينيون ويحاول الكيان البحث عن سبل لمنع أضرارها على جيش الاحتلال.

فشل الوسائل المتطورة
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الوسائل التكنولوجية الباهظة والمتطورة التي يمكنها التعامل مع الأنفاق والصواريخ لا يمكن أن تساعد عندما يكون السلاح عبارة عن طائرة ورقية متفجرة تنقلها الرياح من قطاع غزة مباشرة إلى حقول الكيبوتسات، التي اشتعلت النار لـ6 ساعات في غابة بئيري، ويقدر المزارعون في المنطقة الأضرار بمئات الآلاف من الشواكل.

اندلاع الحرائق
وأسهمت تلك الطائرات في اندلاع أكبر حريق منذ بدأت موجة الطائرات الورقية، التي دمرت مئات الدونمات في منطقة غابة بئيري.

وعمل أكثر من عشرة من طواقم من رجال الإطفاء من محطة النقب الغربي في المنطقة للسيطرة على الحريق الذي اندلع بعد عدة طائرات ورقية قادمة من قطاع غزة، حيث تم ربطها بمواد قابلة للاشتعال أشعلت النار في المنطقة وساعدت الحرارة والرياح القوية في المنطقة على انتشار اللهب لفترة طويلة.

مقارنة الطائرات بالقذائف
وتوعد جيش الاحتلال في وقت سابق برد نيران الجيش على هذه الطائرات وأكد أنه سيتعامل مع تهديد "الطائرات الورقية" كما يتعامل مع القذائف، وتعمل هذه الطائرات عن طريق تحميلها بالزجاجات الحارقة وتوجيهها للأراضي الإسرائيلية ومواقع جنود الاحتلال.

وسائل جديدة
وذكر موقع "روتر العبري" أن الحديث يدور عن وسائل جديدة سيشرع الجيش الإسرائيلي في استخدامها خلال الأيام المقبلة من أجل القضاء على هذه الظاهرة.

وقال المراسل الإسرائيلي، متان تسوري، في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي على تويتر، إن سياسة احتواء واستيعاب هذه الظاهرة قد انتهت، وذلك نظرا للمخاطر الكبيرة والضخمة التي نجمت عن هذا التهديد الذي أصبح الآن في سلم الأولويات العسكرية للجيش الإٍسرائيلي.

وبدأ الآلاف من سكان القطاع بالتوافد لمخيمات العودة على طول السياج الأمني، للمشاركة في الجمعة السادسة من فعاليات مسيرة العودة الكبرى، تحت عنوان "جمعة عمال فلسطين".

ويواصل الفلسطينيون في قطاع غزة تنظيم فعاليات مسيرة العودة الكبرى، رغم استشهاد 44 فلسطينيا بنيران الاحتلال وإصابة ما يزيد على أربعة آلاف آخرين بجراح مختلفة.

وكانت الجمعة الخامسة "جمعة الشباب الثائر" من فعاليات مسيرة العودة شهدت زخمًا وتفاعلا كبيرًا من عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة المشاركين فيها.

ويتم إرسال ما بين ثلاث إلى أربع طائرات ورقية إلى إسرائيل كل يوم كجزء من الاحتجاجات التي تجري على الجانب الآخر من الحدود، وأحرقت تلك الطائرات حتى الآن نحو 800 دونم من الحقول الزراعية، ويقدر الضرر بنحو نصف مليون شيكل.

من جهة أخرى أعلن جيش الاحتلال أنه سينشر 250 قطعة قناصة في غلاف غزة بهدف إسقاط الطائرات الورقية الحارقة.

إطلاق الصواريخ
وأضاف أن القناص الذي يخضع للاختبار يسمح بالتقاط هدف متحرك على ارتفاع 100 متر، كما ذكر مسئول في جيش الاحتلال أن الجيش سيرد على إطلاق الطائرات الورقية الحارقة من غزة تماما، كما يرد على إطلاق الصواريخ لكن بشكل متناسب.
الجريدة الرسمية