رئيس التحرير
عصام كامل

خُدام مسجد السيدة نفيسة: «الناس بتتبارك بستنا في رمضان» (فيديو وصور)

فيتو

بمجرد أن تطأ قدماك بهو مسجد السيدة نفيسة تجد الهدوء يعم المكان، أما الزقاق المجاور للمسجد الذي يقود إلى مصلى السيدات، فيشعرك وكأنك انتقلت إلى عصر من العصور الإسلامية القديمة، فتجد على الجانبين بيوتا عفى عليها الزمن، تتميز بأحجارها الكبيرة الضخمة، ونوافذها الطويلة القديمة، وبشكل عام فهناك حالة روحانية نادرة تبعث على الهدوء والسكينة في نفس كل زائر لمسجد السيدة نفيسة، رضي الله عنها.


«إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ» صدق الله العظيم.. بدأ «عبد الحميد»، خادم مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، حديثه بتلك الآية القرآنية، واصفا بها أجواء الإيمان التي يمتلئ بها المسجد خاصة في شهر رمضان المبارك.

يعمل "عبد الحميد" في مسجد السيدة نفيسة منذ نحو عامين ونصف العام، فهذا هو شهر رمضان الثالث الذي يمر عليه داخل مسجد السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب، رضي الله عنه، قائلا: "يمتلئ المسجد بروحانيات وبركات ستِّنا في رمضان، وبيجيلها كل المحبين والمريدين من كل مكان".

ويؤكد عبد الحميد أن شيوخ المسجد لهم أيضا أثر كبير في نفوس المصلين في رمضان، فأصواتهم العذبة، ودعائهم بخشوع، سبب من أسباب إقبال الرواد والمصلين على المسجد، بالإضافة إلى أنه من المعروف أن الدعاء لدى أولياء الله الصالحين مستجاب، والسيدة نفيسة كانت سيدة صالحة زاهدة تحفظ القرآن وتفسيره، فيأتي إليها مريدوها يقفون أمام ضريحها يدعون بكل ما تشتهيه أنفسهم.

«شهر رمضان في مسجد السيدة نفيسة يختلف عن باقي شهور السنة»، فتوضح "أم كريمة" عاملة نظافة بالمسجد: "طول اليوم المسجد بيبقى مليان، قبل الفطار الناس بتيجي تقرأ قرآن، وبعد الفطار بيصلوا التراويح ويدعوا وراء الشيوخ"، متابعة: "الناس بتيجي تتبارك بستنا وتعيش في خيرها".

وأشارت "أم كريمة" التي تعمل في مسجد السيدة نفيسة منذ عامين، إلى الراحة النفسية التي وجدتها منذ أن بدأت عملها في المسجد، قائلة: "الشغل في المسجد أحلى بكتير من الشغل في أي مكان تاني، كفاية إن احنا بنخدم ضيوف ربنا، وبنحس براحة نفسية وسعادة في خدمتنا للمصلين"، واختتمت حديثها: "كفاية إن إحنا بنصلي فرض ربنا كل أذان".

يتعاون على إقامة الشعائر وراحة الزائرين وتلبية مطالبهم ثلاثة من الشيوخ وخطباء المسجد، هم الدكتور ياسر مغاوري، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها، والدكتور على الجمال، والشيخ محمد طه إمام المسجد.

ويقول الدكتور ياسر مغاوري إنهم وضعوا خريطة عمل وتصور لشهر رمضان المعظم، متأثرا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا"، ومعنى هذا أن الله تبارك وتعالى يضع أنوار وأسرار في أوقات معينة، وساعات معينة، وأشهر معينة، ويعتبر شهر رمضان من الأشهر المعظمة التي يملأها الله بالأنوار والطاقات الإيجابية.

وأوضح إمام مسجد السيدة نفيسة أنه تم إعداد خواطر نلقيها على المصلين بين الصلوات في رمضان، وأنهم يجلسون بعد كل صلاة لتلقي أسئلة واستفسارات المصلين، والفتاوى التي يستفتونهم فيها.

الجريدة الرسمية