مصير المدارس التجريبية في نظام التعليم الجديد
تواصلت ردود الفعل حول قضية إلغاء المدارس التجريبية وتعريب المواد بها، وتظاهر عدد من أولياء أمور طلاب التجريبيات، اليوم الخميس، أمام ديوان عام وزارة التربية والتعليم لإعلان رفضهم إلغاء التجريبيات أو تعريب المواد بها.
وكشفت مصادر تفاصيل مشروع التعليم الجديد التي أعلنها وزير التربية والتعليم والتعليم الدكتور طارق شوقي مصير المدارس التجريبية وتعريب المواد داخل تلك النوعية من التعليم، وأوضحت أنه لا يوجد تعريب للمواد كما فهم البعض، ولكن فلسفة النظام الجديد وتكوينه المنهجي تهدف إلى إنتاج أجيال تفهم تراثها وهويتها وتاريخها مع فهم للغات أديانها بجانب التمكن من فهم الآخر.
ولا يمكن ترجمة هذا النظام في العلوم والرياضيات على حدة (كما كان في النظام الحالي لغات) لأن هذه المواد تم "تضفيرها" داخل الباقة متعددة التخصصات مع علوم أخرى.
وبالتالي أصبح الاختيار الوحيد هو ترجمة الباقة بأكملها واعتبار اللغة العربية هي المادة المنفصلة.. في هذه الحالة يتم تثبيت اللغة الأجنبية عند الطفل على أنها اللغة الأم مع ما في ذلك من فقدان لكفاءة تعلم اللغة العربية وما يستتبعه من فقدان للهوية والانتماء.
وقال وزير التعليم: "أتمنى أن يكون هذا الشرح واضحًا وأن نعلم جميعًا أنه "ليست هناك قضية تعريب أساسًا" وإنما نحن نقدم تعليمًا جديدًا سوف يتفوق على ما سرنا عليه سنوات مضت.. من الجائز أن نبقي على مدارس تحت مسمى "حكومية مميزة" أو "خاصة مميزة" ولكن التميز هنا ممكن أن يكون في الخدمات وجودة العملية التعليمية وليس في صلب الفلسفة التعليمية ذاتها.
وكما هو واضح فإن اللغة الإنجليزية سوف تدرس من مرحلة رياض الأطفال كمادة منفصلة، بينما تدرس مواد "اللغة العربية + التاريخ + الجغرافيا + العلوم + الرياضيات" في باقة متعددة التخصص، حيث يقوم الأطفال مع المعلمين بأنشطة ومشروعات حول موضوع كبير يتم من خلاله تعليم المواد المختلفة من خلال هذه الفلسفة التعليمية.
إذًا سوف يدرس الطفل لغة إنجليزية منذ اليوم الأول في كافة مدارس الدولة حسب هذا النظام الجديد، وقد أجمع خبراء اللغويات أن تثبيت اللغة العربية كاللغة الأم يستوجب أن تكون المناهج المطبوعة للباقة متعددة التخصصات باللغة العربية وهذا بالتوازي مع تعليم اللغة الإنجليزية كمادة منفصلة.
ويتم إضافة مصطلحات علمية ورياضية لتدريس اللغة الإنجليزية من KG1 حتى الصف السادس الابتدائي، ثم في المرحلتين الإعدادية والثانوية ننتهي من المواد متعددة التخصصات وننتقل إلى مواد أساسية وأخرى اختيارية، ويتم تدريس العلوم والرياضيات كمواد منفصلة، حينها نتحول من تدريس هذه المواد إلى اللغة الإنجليزية بعض فصلها عن الباقة وبعد الاطمئنان أن اللغة العربية قد تم "تثبيتها" كلغة أم في القراءة والكتابة مع إتقان اللغة الإنجليزية في ذات الوقت، ويتم إضافة لغة أجنبية أخرى في الصف السابع حتى ينهي الطلاب مرحلة التعليم قبل الجامعي وهم متمكنون من لغتنا الرصينة ويمتلكون هوية واضحة، بينما يتقنون لغتين أخريين ويدرسون العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية.. في هذه الحالة سوف تستطيع الدولة أن تقدم تعليمًا ممتعًا معاصرًا بمعايير عالمية مع التمسك ببناء شخصية سوية و"بالمجان" في تنافس مباشر وشريف مع ما كانت تقدمه المدارس التجريبية أو الخاصة لغات في النظام القديم.
إذًا القضية لدينا ليست تعريبًا وإنما نظام جديد بكل أركانه يجعل مدارسنا الحكومية المجانية على مستوى عالمي ولا يدفعنا لأنواع أخرى من التعليم اضطررنا إليها عندما كان التعليم الحكومي المجاني لا يقدم الجودة المرجوة.