غباء سياسى !
عندما وقف جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى أمام الكونجرس ليشيد بالقوات المسلحة المصرية لاقى ذلك ترحيبًا واضحًا من بعض دوائر المعارضة .. وحدث العكس عندما حذرت السفير الأمريكية بالقاهرة آن باترسون من عودة الجيش إلى حلبة السياسة، فقد امتعضت هذه الدوائر وهاجمت تدخل السفيرة فى الشئون الداخلية المصرية .
وهذا يعنى أن هذه الدوائر المعارضة ما زالت تراهن على دور الولايات المتحدة الأمريكية فى صياغة الأوضاع السياسية المصرية .. وهذا هو الغباء السياسى بعينه .
لقد سبق أن راهنت هذه الدوائر على المساندة الأمريكية لتتخلص من نظام مبارك، وبناء الديموقراطية المصرية .. لكنها فوجئت أن المساندة الأمريكية ذهبت للإخوان لدعم حكمهم لمصر.. ولذلك من الغريب أن تظل هذه الدوائر المعارضة تراهن على الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدتهم فى التخلص من حكم الإخوان وتأسيس نظام ديمقراطى فى مصر .. وكأن المعارضة لم تستفد من دروس 2011و 2012 ، وتصر على خداع نفسها وتراهن على وهم كبير.
إن الولايات المتحدة لا يهمها ولا يعنيها تحقيق ديمقراطية فى مصر، لأن ذلك سوف يجعل مصر قوية وهذا سيهدد المصالح الأمريكية .. لكن الولايات المتحدة حريصة فقط ألا تغرق مصر فى بحر الفوضى .. إنها تريد لها القدر اللازم من الاستقرار الذى يضمن لها مصالحها.. وهذا هو مادفعها لمساندة الإخوان من قبل وهذا أيضًا ما قد يدفعها لسحب المساندة .. لكن حتى إذا حدث ذلك فإنها لن تساند لبناء دولة ديمقراطية مصرية متقدمة .
