إعلان نتنياهو بشأن النووي الإيراني لم يقنع مؤيدي الاتفاق
أثارت اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن برنامج إيران النووي شكوكًا بين مؤيدي الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، بمن فيهم الأمريكيين، حيث قالت عدة دول أوروبية أن هذه الاتهامات تثبت أهمية الاتفاق.
وقال بعض المحللين وعدد من مؤيدي الاتفاق النووي إن نتنياهو قدم تفاصيل معروفة سابقا وأخفق في تقديم أدلة تظهر أن إيران لا تلتزم بالاتفاق. وقالت مجموعة "ديبلوماسي ووركس" التي أسسها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري للدفاع عن الاتفاق النووي الذي يعتبر مهندسه "كنا نعلم مسبقا" أن "إيران كذبت بشأن برنامجها النووي العسكري قبل 2003".
وقال كيري في تغريدة على تويتر إن الوثائق الإسرائيلية تقدم دليلا على السبب الذي دفع الدول الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى "التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني: لأن التهديد كان حقيقيا وكان لا بد من وقفه" عبر نظام تحقّق متقدم و"هذا الأمر يسير جيدا".
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستدرس أي معلومات جديدة ذات علاقة، لكنها أكدت أن تقييماتها خلال السنوات الثلاث الماضية تظهر بأنه لا يوجد "أي مؤشر له مصداقية" بأن إيران سعت إلى امتلاك سلاح نووي بعد 2009.
وقدم نتنياهو عرضًا مفصلًا مباشرة على الهواء ليل الإثنين قبل القرار الحاسم الذي سيتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحلول 12 مايو حول ما إذا كانت بلاده ستنسحب من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العظمى.
وقال نتنياهو إن عشرات الآلاف من الوثائق تم الحصول عليها "قبل بضعة أسابيع في عملية ناجحة بشكل مذهل في مجال الاستخبارات" وهذه الوثائق، سواء الورقية منها أو ضمن قرص مدمج، تشكل "دليلا جديدا قاطعا على برنامج الأسلحة النووية الذي تخفيه إيران منذ سنوات عن أنظار المجتمع الدولي في محفوظاتها النووية السرية"، حسب قوله.
وتظهر هذه الوثائق أنه رغم تأكيدات القادة الإيرانيين أنهم لم يسعوا أبدًا إلى الحصول على أسلحة نووية، فإن "إيران كذبت" حسب قول نتنياهو، غير أن هذا العرض الذي اشتمل على أدوات مساعدة وتسجيل فيديو وشرائح أدى إلى اتهامات فورية.
واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أن تصريحات نتنياهو لا تدفع إلى التشكيك باحترام طهران للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015. وقالت "ما رأيته في التقارير الأولية أن رئيس الوزراء نتنياهو لم يشكك باحترام إيران التزامات الاتفاق النووي"، الذي وقعته مع الدول العظمى (الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا إضافة إلى ألمانيا).
وتابعت "لم أر حججا لرئيس الوزراء نتنياهو حتى الآن عن وجود عدم احترام، ما يعني انتهاك إيران التزاماتها النووية". وأشارت موجيريني إلى أن الاتفاق النووي "ليس مبينا على فرضيات نوايا حسنة أو ثقة"، إنما "هو مبني على التزامات ملموسة وآليات تحقق صارمة للوقائع، تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، التي تشير تقاريرها إلى أن "إيران احترمت تماما التزاماتها".
كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن تصريحات نتنياهو تؤكد "أهمية الحفاظ على الاتفاق النووي.
وكتب جونسون على تويتر "خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي حول ما قامت به إيران في الماضي من أبحاث حول الأسلحة النووية يظهر سبب حاجتنا إلى الاتفاق حول النووي الإيراني. أن الاتفاق مع إيران لا يستند إلى الثقة بل إلى عمليات تحقق".
وشدد على "أهمية الحفاظ على القيود" التي تضمنها الاتفاق، أكد في بيان أن "هذه التدابير على صعيد عمليات التحقق تجعل قيام إيران مجددا بعمليات أبحاث مماثلة، عملية أكثر صعوبة".
كما رأت فرنسا أن اتهامات نتنياهو تؤكد على أهمية الاتفاق النووي. وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "أن أهمية هذا الاتفاق تتعزز بالعناصر التي قدمتها إسرائيل أن كل النشاطات المرتبطة بتطوير سلاح نووي يحظرها الاتفاق بشكل دائم، أن نظام التفتيش الذي وضعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بناء على هذا الاتفاق هو الأكثر شمولا وصرامة في تاريخ اتفاقات عدم انتشار الأسلحة النووية".
وتابع البيان أن "المعلومات الجديدة التي قدمتها إسرائيل يمكن أيضا أن تؤكد ضرورة الضمانات الطويلة الأمد حول البرنامج الإيراني التي سبق أن اقترحها رئيس الجمهورية".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل