مواكب استطلاع الرؤية خلال 130 عاما
تتعدد في مصر مظاهر استطلاع هلال شهر رمضان عبر العصور المختلفة، وسجلت جريدة الأهرام عبر تاريخها مظاهر هذا الاحتفال طيلة 130 عاما منذ عام 1888 حتى العصر الحاضر.
ففى غرة رمضان من عام 1305 هـ الموافق عام 1888م نشرت جريدة الأهرام أن موكب رؤية هلال أول رمضان كان احتفالا شيقا، فقد انتظم أهل الطوائف والحرف وأصحاب الطرق يهللون ويتبعهم جمع غفير من الناس.
خرج الموكب من سراى المحافظة برئاسة حضرة إبراهيم بيه نبيه معاون أول المحافظة تتقدمه الموسيقى العسكرية مارا من شارع محمد على إلى القلعة فالدرب الأحمر والغورية إلى النحاسين.
وفى عام 1901 خرج موكب الرؤية يتقدمه الخفراء، وفي مؤخرته رجال البوليس سائرا إلى سراى المديرية.
وفى 1923 سار موكب الرؤية إلى دار المحكمة الشرعية يتقدمه المشاة ورجال الطرق الصوفية وفرسان البوليس، وينعقد المجلس بعد صلاة المغرب لسماع أقوال شهود الرؤية، وإن ثبتت أنيرت المنابر وأطلقت المدافع وبدء قراءة القرآن في كل مكان، ويعلن أن تكون ساعات العمل في الدواوين والمصالح ثلاث ساعات فقط.
وفي عام 1932 الموافق 1351هـ تتصدر الصحف الاحتفال برؤية هلال رمضان، ويصور مظاهر الاحتفال بخروج مجاميع من الجيش المصري يتقدمهم رافعو الأعلام والموسيقى، سائرا حتى يجتاز باب الخلق إلى دار المحكمة العليا الشرعية في الخامسة مساء.
وفي عام 1937 تعذر رؤية الهلال في القاهرة أو من مرصد حلوان، وأوشك المجلس أن ينفض معلنا عدم قبوت الرؤية، لكن جاءت برقية من رئيس محكمة أسيوط تفيد ثبوت رؤية الهلال، فأطلقت وزارة الحربية 21 طلقة، وأمرت الأوقاف بإنارة المساجد إعلانا لثبوت الرؤية.
وفى عام 1953 دعت المحكمة الشرعية إلى احتفال كبير أقيم بدارها في الحلمية الجديدة، برئاسة فضيلة الشيخ حسن مأمون ابتهاجا برؤية هلال شهر رمضان.
وشهد الحفلَ عدد كبير من رجالات الدين والدولة، وفي مقدمتهم اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية، وفضيلة شيخ الأزهر محمد الخضر حسين.
وتحرك الموكب من دار محافظة القاهرة في السادسة والنصف مساء، وعلى رأسه الأميرال محمد فؤاد قومندان السواري، ويتقدمه بعض الفرسان تحمل الحراب الرمزية والأعلام، وفرقة من الجنود المشاة وفرقة من البوليس وهي تعزف الموسيقى العسكرية، واصطف الجماهير على جانبي الطرق تحيي الموكب بهتافات وطنية، وعندما وصل الموكب إلى دار المحكمة عزفت موسيقى السلام الوطني، وعندما وصل اللواء محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة جمال عبد الناصر وأنور السادات وزكريا محيي الدين استقبلتهم الجماهير بالهتاف زعماء للثورة.
وفي عام 1955 لتوحيد الأهلة، أصدر شيخ الأزهر عبد الرحمن تاج قرارا بتأليف لجنة من كبار العلماء برئاسة الحسيني سلطان وكيل الأزهر لبحث الوسائل الممكنة لإثبات الرؤية لتحديد بداية الصيام لجميع المسلمين.
وفي عام 1980 استطلعت دار الإفتاء الرؤية من مناطق الأهرام وبرج الجزيرة وحلوان والقلعة والقطامية، ويستمر هذا الاستطلاع إلى يومنا هذا، إلى أن تنشئ الدول الإسلامية القمر الصناعي لتوحيد الأهلة.