رئيس التحرير
عصام كامل

أشجار مصرية يتبارك بها الأهالي للعلاج.. شجرة حارة اليهود لتأخر الإنجاب ومواجهة الفقر.. 7 ورقات تفيد العوانس.. مادة الدم للعلاج من الأمراض الجلدية.. «الولية المباركة» تنزف ولاءً لصاحبها..وداع

شجرة حارة اليهود
شجرة حارة اليهود

رغم التقدم الحديث في علم الطب، وابتكار أدوية علاج لأمراض كانت غامضة يوما ما، مازالت المعتقدات والأعراف الراسخة في أذهان الأهالي تغلب على الفكر الحديث، بما دفعهم للانجراف وراء خرافات وخزعبلات بوجود أشجار تشفي من الأمراض وتفعل ما فشل العلم الحديث في تحقيقه.


شجرة البحيرة
يقصد الأهالي شجرة يخرج منها اللبن بمحافظة البحيرة تبركا بها من أجل العلاج من الأمراض.

عرض الإعلامي وائل الإبراشي تقريرًا تليفزيونيًا عن الشجرة بمحافظة البحيرة، وقال أحد المواطنين، في تصريحات لبرنامج "العاشرة مساء"، الذي يقدمه الإبراشي عبر فضائية "دريم": "ياخدوا بالـ7 ورقات، لو حد عيان بتفيده، والورق ده بركة"، وأضاف آخر: "بتنفع أي مرض، وبتنفع العوانس وتعطيل الجواز".

شجرة حارة اليهود
وأيضا الشجرة الخرافية في حارة اليهود بجوار المعبد اليهودي، اعتمدها الأهالي على أنها شجرة مباركة يتوجب على المسلمين رعايتها، وعند الذهاب إليها تستمع لقصص وحكايات خيالية كثيرة تغلفها بعض المواقف والحوادث وشيء يسير من الحقيقة، بينما يخشى بعض السكان أن يتخذ منها العوام من المسلمين وسيلة أو واسطة للوصول إلى الله من أجل طلب راحة البال والعلاج من الهم والغم والكرب والحسد.

يرى البعض أن الشجرة مباركة من أشجار الجنة التي يمكن الاستعانة بها في العلاج من الأمراض، وحل المشكلات الاجتماعية التي تواجه سكان المنطقة، مثل الخلافات الزوجية والعنوسة وتأخر الحمل ومواجهة الفقر وغيرها والتبرك بها ليلة الزفاف، ودعوة العرسان الجدد لزيارتها قبل ساعات الدخلة وغير ذلك.

شجرة نبق قديمة
في قنا وتحديدا في مركز دشنا وبجوار ضريح الشيخ نصر الدين توجد شجرة نبق قديمة يتمسح بها الأهالي كل جمعة وإثنين من كل أسبوع وهذه الشجرة تفرز مادة حمراء يقال إنها تشفي من الأمراض الجلدية وتساعد الأطفال غير القادرين على السير للسير السريع، وتساعد السيدات اللاتي تأخر إنجابهن لسرعة الإنجاب.

الشجرة التي تمت زراعتها منذ مئات السنين، أفرزت مادة حمراء غريبة يشبه لونها الدم، بعد موت صاحبها، والغريب أن هذه الشجرة لا تفرز تلك المادة أو «الدم» على حد تسمية الناس لها، إلا في يوم الجمعة، ويقال إنه اليوم الذي توفي فيه العارف بالله نصر الدين، وكأن الشجرة تنزف هذا «الدم» حزنا على وفاته، ومع مرور الأيام زاد توافد الناس من كل القرى لزيارة المقام والشجرة.

شجرة الولية المباركة
وأيضا "الشجرة الولية المباركة" يؤمن الأهالي ببركتها، معتقدين أنها تنزف دما على فراق صاحبها الشيخ العارف بالله نصر الدين لذلك أطلق عليها "الشجرة الولية المباركة"، لمدى ولائها لصاحبها الذي فارقها منذ سنوات طويلة هكذا يحكى أهل القرية.

ويردد أهالي نجع الخولى أن الشجرة هي أحد أنواع ثمار النبق قام بزراعتها العارف بالله الشيخ نصر الدين، عام 680 هجريا وفى يوم الجمعة الذي وافته المنية بدأت تظهر مادة لزجة حمراء، أشارت الروايات إلى أنها دم تنزفه الشجرة حزنا على فراق صاحبها الذي جاء يوم جمعة، لتظل هذه الشجرة تخرج تلك المادة يوم الجمعة من كل أسبوع وقت صلاة الظهر.

يذهب إليها الأهالي من كافة الجهات، للحصول على الدم المبارك على حد قولهم، حيث إنها تضم مجموعة من الشقوق يطلقون عليها "عينا" عددها 11 يتسلقها طوال الوقت الأطفال والشباب، بالإضافة إلى 3 شقوق كبيرة بالجذور تتزاحم عليها السيدات وتضع بها قطع القماش والإسفنج للحصول على الدم المبارك وتخزينه في زجاجات، ويستخدم كدهان لعلاج كل الأمراض الجلدية والحسد وحل المشكلات الزوجية على حد قولهم، لافتين إلى أن الشرط الأساسى للعلاج زيارة الشجرة 3 جمع متتالية ليتم دهان المريض داخل الضريح.

لعب على الأوتار
وتعقيبا على ذلك، يقول "عبدالحليم منصور" وكيل كلية الشريعة والقانون بالأزهر، كل تلك الخرافات لا أساس لها من الصحة، ومن يدعي إليها يهدفون للتربح والكسب غير المشروع، مشيرا إلى أن فكرة الإيمان بالخرافات للاسفة مترسخة في المجتمع المصري، وهؤلاء العابثون يلعبون على تلك الاوتار، بما يدفع المواطنين للتزاحم للوصول لتلك الألاعيب الكاذبة، مقابل هدايا وإكراميات يتقدمون للمقيمين عليها، فالأهالي هنا ضحايا ومجني عليهم.

وتساءل قائلا: ما علاقة الشجرة بالإنجاب الذي يرتبط بمعايير كثيرة أخرى، أما إذا كان هناك ادعاء أن الشجرة تخرج قيمة نافعة فليذهب العلماء للتعرف على صحة الكلام، وإذا كان صحيح يمكن الاستفادة من موادها بعد دخولها المعامل، فلا يصح أن نقول هذا الكلام في القرن الـ20 والعالم يسير من حولنا، فمن أراد التبرك فليتبرك بالقرآن.
الجريدة الرسمية