ياسر برهامي.. مهندس تطبيع الدعوة السلفية مع «المداخلة»
قبل أيام نشر الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، مقالا يهاجم فيه كافة أطياف التيار الإسلامي المناهضة للدعوة السلفية وتحركاتها قبيل وأثناء ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية أكبر فصيل بصبغة إسلامية في مصر والعالم العربي، قبل اندثارها خلال السنوات التي تلت ثورات الربيع العربي.
بعد نشر المقال شن التيار الإسلامي في مصر هجوما ضاريا على برهامي ومن خلفه الدعوة السلفية إذ تم وصفه ودعوته بـ"المدخلية الجديدة" نسبة إلى التيار المدخلي المنشأ في المملكة العربية السعودية على يد ربيع بن عبد الهادي المدخلي والذي يلقي رفضا قاطعا من المدارس السلفية الأخرى لتأييدها للدولة غير المشروط.
عودة إلى المقال، هاجم "برهامي" المدارسئ السلفية الأخرى، وبدا الجميع في نظره وتبعا لمدرسته السلفية مبتدعين وفسقة حسب ما جاء في مقاله، إذ قال في رسالة إلى الجماعة الإرهابية: «أنها ومن وافقها على موقفها ضد الدولة المصرية بـ«أهل بدع»، لأنهم مُخالِفُون في أصلٍ كُلِّيٍّ في مسائل الإيمان، بقضية "المجتمع الجاهلي" الذي يعنون أنه "دار كفر" يستبيحون هدمَه وتخريبَه.
وتابع: «إضافةً إلى أمرٍ آخر شديد الخطورة، وهو: أنهم - في سبيل إرضاء الغرب - يقبلون القضايا المُخَالِفَة لأصل الإيمان، مثل: استباحة المحرمات: كحرية المعاشرة الجنسية، وكذلك حرية الشذوذ والمِثْلِيَّة وأنه ينبغي أن توجد التشريعات التي تحمي حقوقهم، وكذلك مساواة الذكر والأنثى في الميراث، وكذلك زواج المسلمة مِن الكافر، وكذلك القول بمساواة المِلَل، وأنه لا خلاف في الأصول بينها؛ كل ذلك إرضاءً للغرب».
وعلى إثره شن العديد سواء المحسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية أو غيرها هجوما على برهامي، وذهب مدحت أبو الذهب إعلامي وقيادي سلفي إلى أن برهامي نفسه يؤسس لمدرسة سلفية مدخلية جديدة تنهي عن المساس بأي سبيل للمعارضة وأن تكتفي بالموافقة على كل ما يصدر من مؤسسات الدولة وفروعها، زاعما أن برهامي نفسه بات لا يجد سبيلا للمعارضة على أي قرار في الدولة ويؤسس لأن يكون السمع والطاعة لولي الأمر أمرا بديهيا لا يمكن مناقشته، محذرا أتباع "برهامي" من الانسياق خلفه والانسجام مع أفكاره لحد الالتصاق.