أبرز محطات «الحاجة سعدية» ضحية العمرة المزيفة.. شاب ينصب عليها بعمرة لتهريب المخدرات..إلقاء القبض عليها بمطار ينبع..القنصلية المصرية بجدة تنجح في الإفراج عنها.. واعتراف المتهم بالواقعة ينهي
أفرجت السلطات السعودية اليوم الإثنين، عن الحاجة سعدية، ضحية العمرة المزيفة، التي تم القبض عليها في مارس الماضي، وتعرضت لعملية نصب من قبل أحد معدومي الضمير ويدعى «عبد الله المنزلاوى» من مدينة نبروه، والذي قام بمنحها رحلة عمرة لتمرير كمية من المخدرات داخل السعودية، وكانت واقعة الحاجة سعدية مرت بعدد من المحطات تعرض «فيتو» خلال السطور التالية أبرزها.
عملية نصب
بداية الواقعة، سيدة تدعى سعدية عبد السلام، تبلغ من العمر 75 عاما، ابنة قرية نبروه، التابعة لمحافظة الدقهلية، حيث قادها حظها للوقوع هي و6 سيدات أخريات من أبناء قريتها في عملية نصب من شاب منحها رحلة عمرة مزورة، من أجل تهريب حقيبة مخدرات دون علمها وتم القبض عليها من قبل السلطات السعودية في مطار ينبع.
وكشفت سعدية عبد السلام، بعد القبض عليها عن مخطط الشاب الذي كان يقوم بمنح رحلات عمرة مجانية، من أجل تهريب مواد مخدرة في حقائب الحاصلين عليها دون علمهم.
وأكد مصدر أمني، أن التحقيقات الأولية أثبت حصول الشاب الذي يدعى عبدالله المنزلاوي، يعمل جزارا ويبلغ من العمر 28 سنة، على 6 جوازات سفر لمسنين، من أبناء قرية درين، وكان يقوم بسفر واحد بعد آخر ووضع المواد المخدرة في حقائبهم دون علمهم، مشيرا إلى أنه بعد علمه بالقبض على سعدية، فر هاربا من المدينة.
تفاصيل القبض عليها
وكشفت فاطمة السيد ابنة الحاجة سعدية أن السلطات السعودية أوقفت والدتها بتهمة التهريب رغم أنها كانت ذاهبة لأداء العمرة.
وأضافت خلال لقائها ببرنامج «العاشرة مساء» تقديم الإعلامي وائل الإبراشى المذاع على فضائية «دريم»: «أحد الجيران هو الذي اتفق مع والدتى على الذهاب للعمرة وشخص آخر هو الذي تكفل بالنفقات، ووالدتى سافرت بمفردها، وكنت دائما اتصل بها أثناء رحلة سفرها إلى الأراضى السعودية».
وأوضحت «أمتلك تسجيلا صوتيا للمكالمة الهاتفية التي دارت بينى وشخص يدعى عبد الله والذي أحضر تأشيرة العمرة لسفر والدتى وهو يعترف فيها بإعطائها حقيبة جلدية كبيرة لتسليمها لأحد الأشخاص في السعودية، والمتهم أخبرنى بأن الحقيبة بها ملابس داخلية لصديق له في السعودية».
وأكدت «المتهم أنهى إجراءات السفر على نفقة رجل أعمال مصرى يقيم بالسعودية وتبين أنه تم استخدامها في التهريب، وأن المتهم وضع المواد المخدرة في عمود يد الشنطة والسلطات السعودية ألقت القبض عليها في المطار بالرغم من خروجها من مطار القاهرة».
وتابعت: «والدتى أخبرتنى بأن السلطات السعودية تحقق معها بعد القبض عليها».
متابعة التحقيقات
وفي نفس السياق، قال ناصر حمدي السفير المصري في السعودية، إنه تم تكليف المستشار القانوني للسفارة بمتابعة التحقيقات مع الحاجة «سعدية».
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج «مساء DMC» تقديم الإعلامية إيمان الحصري، أنه تم تفريغ المكالمة الصوتية بين المتهم ونجلة الحاجة «سعدية»، لمحاولة التعرف على المتهم، والوصول إليه.
وناشد المواطنين المصريين بعدم الوثوق في أحد، وعدم الحصول من أي شخص على أي حقائب لا يعرف ما بداخلها، موضحا: «مش هنسيب الحاجة سعدية سواء بحضور التحقيقات معها أو متابعة حالتها الصحية والنفسية، والوقوف بجانبها؛ لحين القبض على المتهم الحقيقي في واقعة منحها حقيبة بداخلها مواد مخدرة على أنها ملابس داخلية؛ لتوصيلها لأحد الأشخاص في السعودية».
القبض على المتهم
وكثفت قوات الأمن جهودها من أجل القبض على، عبد الله المنزلاوي، المتهم الرئيسي في القضية، وبعد عدة أيام قامت قوات الأمن بتتبع المتهم، وتمكنوا من تحديد موقعه بالجيزة.
وقامت قوات من أمن الدقهلية، بالاشتراك والتنسيق مع قوات أمن الجيزة، بالقبض على المتهم بإحدى الشقق السكنية، وتم ترحيله إلى مديرية أمن الدقهلية، من أجل التحقيق معه في الواقعة كاملة.
اعتراف المتهم
اعترف المتهم أيضا أمام النيابة العامة على أفراد العصابة في المدينة، وأكد على أنهم كانوا يساعدونه في تجهيز كل شىء للمعتمرين، وأصدرت النيابة العامة قرارها بضبطهم وإحضارهم، كما أكد المتهم على براءة السيدة العجوز مؤكدا عدم علمها بالمواد المخدرة المتواجدة داخل الحقيبة.
القنصلية المصرية
قال حازم رمضان، القنصل العام المصري في جدة، إن القنصلية نجحت في الإفراج عن المواطنة سعدية عبد السلام حماد العاصي، يوم 30 الجاري بالتنسيق مع النيابة العامة ووزارة الخارجية السعوديتين، وذلك بعد قيام القنصلية بتسليم أصول تحقيقات النيابة المصرية في القضية للجانب السعودي التي تثبت براءة المواطنة.
وأضاف القنصل العام، أن القنصلية تابعت قضية المواطنة المصرية فور إبلاغها بالواقعة ومنذ إلقاء القبض عليها يوم 20 مارس الماضي، حيث زارتها القنصلية بانتظام في مقر احتجازها وتمكينها من الاتصال بذويها، فضلًا عن التأكد من استقرار حالتها الصحية، مشيرًا إلى أن القنصلية سوف تقدم التسهيلات اللازمة لها لأداء مناسك العمرة في مكة المكرمة وزيارة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وذلك قبل مغادرتها عائدة إلى أرض الوطن بعد استكمال الإجراءات القانونية ذات الصلة.
وتوجه القنصل العام بالشكر إلى السلطات السعودية على التعاون الكامل وتقديم الرعاية اللازمة إلى المواطنة المصرية أثناء فترة الاحتجاز، مؤكدًا أن القنصلية العامة لا تألو جهدًا في تقديم الدعم اللازم لأبناء الجالية المصرية في نطاق اختصاصها.