رئيس التحرير
عصام كامل

«اسم الخليج» صراع إيران المستمرة للدفاع عن الحلم الفارسي

علم إيران
علم إيران

أعاد على أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني على خامنئي، معركة الخليج العربي، إلى الواجهة حيث تزعم إيران أن الخليج فارسيا، وحددت 30 أبريل يوم الخليج الفارسي" العربي".


وقال على أكبر ولايتي، مستشار الشئون الدولية للمرشد الأعلى بإيران، على خامنئي، إن بلاده ستبقي ما وصفه بحسرة تغيير اسم “الخليج الفارسي” (الخليج العربي) عقدة في قلوب المستعمرين وعملائهم على حد تعبيره.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية على لسان ولايتي قوله: “إنّ قضية تغيير اسم هذا الخليج الفارسي أو تحريفه هو إثارة فتنة وعليهم أن يعلموا بأنّ مسعاهم دون جدوى،” لافتا أن “الوثائق والتاريخ وخلفية الإيرانيين وكتابات المؤرخين من الفرس والعرب جميعها أوردت عبارة البحر الفارسي أو الخليج الفارسي وهذا هو الحال بالنسبة للخرائط الموجودة في المتاحف العالمية والإيرانية".

وأضاف: “أنّ تغيير الاسم مقدمة لتغيير الهوية تليها ادعاءات سيادية على الخليج الفارسي فهؤلاء راغبون بالسيطرة على آسيا الوسطى والمحيط الهندي"..
وتصر إيران على تسمية الخليج العربي بـ” الخليج الفارسي”، في حين أن الدول العربية في المنطقة تؤكد أن اسمه هو “الخليج العربي”.
يوم الخليج الفارسي:
وتحتفل إيران منذ عام ٢٠١٠ وكل عام في تاريخ ٣٠ أبريل بيوم الخليج “الفارسي” للتأكيد على الاسم ولحشد التأييد الشعبي للاسم، بل ونظمت بطولة كروية باسم كأس الخليج “الفارسي”!.
وكانت طهران حذرت عام 2010 شركات الطيران من استخدام تعبير الخليج العربي، أو حتى ” خليج “تحت طائلة عدم السماح لها باستخدام المجال الجوي الإيراني.

ترامب والغضب الإيراني:
وفي أكتوبر 2014 استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مصطلح الخليج العربي، ما أغضب رجال المرشد الإيراني على خامنئي، واستخدم ترامب، في مؤتمر إعلان استراتيجيته الجديدة إزاء إيران، اسم الخليج العربي في رسالة قوية لطهران، حين قال إن النظام الإيراني يعرقل حركة الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر، وأن الصواريخ الإيرانية تهدد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، أول منتقدي ترامب، حيث دعاه إلى قراءة التاريخ والجغرافيا بشكل جيد، والأدب والأخلاق والأعراف الدولية.
وقال روحاني في خطابه المتلفز مساء الجمعة: "يجب أن نقرأ التاريخ جيدا، وكيف تعاملت أمريكا مع الشعب الإيراني، وأن نطالع الجغرافيا أيضا، كيف أن رئيس بلد ما، لم يتعلم اسما معروفا لخليج دولي، هو الخليج الفارسي الذي تتحرك فيه السفن الأمريكية دون غاية وأهداف، على الأقل يسأل الخرائط التي في يد بحاريه".
وانتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استخدام ترامب لمصطلح "الخليج العربي"، وغرد في حسابه على "تويتر"، بأن "ترامب باع صداقته للأشخاص الذين يقدمون عرضا أكبر، كما فعل نفس الشيء في معرفته بالجغرافيا".

تاريخ الصراع
الأمم المتحدة اعتمدت مسمى الخليج “الفارسي” منذ أمد طويل وفي غياب الإرادة والوعي العربي، حيث لم تتنبه الدول العربية لحقوقها المسلوبة، إلا حين بدأت القومية العربية تنهض مع بزوغ نجم جمال عبدالناصر!.
الجمعية الوطنية للجغرافيا ( أطلس ) تستعمل اسم الخليج “الفارسي” ولكن حصل تحول مهم في عام ٢٠٠٤ فقد كتبت اسم الخليج العربي بجانب الخليج “الفارسي” وقامت الحكومة الإيرانية بالاحتجاج ونظم بعض الإيرانيين احتجاجات ضد أطلس وانهالت سيل من رسائل الشكاوى الممنهجة ضد أطلس، مما أرغم الجمعية الوطنية للجغرافيا ( أطلس) بالإبقاء على اسم الخليج “الفارسي” مع مرجع توضيحي ملحق يقول أن الخليج تاريخيا “فارسي” ولكن هناك حجج عربية باسم الخليج العربي!.
في عام ٢٠٠٦ حظرت إيران مجلة ” الأكنومست” الشهيرة من البيع في إيران وذلك بسبب خارطة في المجلة تطلق اسم ” الخليج ” فقط بدون ذكر لا خليج عربي أو فارسي!، ثم تراجعت المجلة عن هذا الاسم، ولكن عادت في عام ٢٠١٠ ووضعت اسم ” الخليج” فقط.
وكذلك جوجل كانت تستعمل اسم الخليج العربي والفارسي جميعهم في ” جوجل ايرث” الشهير والذي يعد المرجع الجغرافي الأهم في عصر التكنولوجيا الآن، ولكن بعد الاحتجاجات الإيرانية الرسمية والشعبية اضطرت جوجل في مايو ٢٠١٢ إلى حذف الاسمين وترك الممر المائي بدون اسم !.
في عام ٢٠٠٩ تقرر إقامة الأولمبياد الإسلامية في إيران ومن ثم تأجل إلى ٢٠١٠ ثم هددت الدول العربية وبعض الدول الإسلامية بمقاطعة البطولة، وذلك بسبب إصرار إيران بوضع اسم الخليج الفارسي على لوغو البطولة وعلى الميداليات، مما حد بالمنظمين بإلغاء البطولة من أساسها والسبب مسمى الخليج!.

في عام ٢٠١٠ نظمت المملكة العربية السعودية معرض في باريس عن “مدائن صالح” الأثرية برعاية اليونسكو وفي كتيبات اليونسكو طلبت السعودية من اليونسكو أن تضع اسم الخليج العربي في كل المطبوعات ووافقت المنظمة، ولكن بعد الحدث قام مساعد مدير المنظمة بالاعتذار من إيران على هذا الفعل الإستثنائي! وذلك بسبب احتجاج إيران على التسمية في المطبوعات المرافقة للمعرض!.
في ٢٠١٢ أصدرت اليونسكو الإصدار السادس والثلاثين للجنة التراث العالمي المقام في روسية لم يذكر فيه اسم إيران في الكتاب الصادر من منظمة اليونسكو ((التراث العالمي في الخليج)) وإضافة إلى ذلك جاء اسم الخليج العربي.
الجريدة الرسمية