رئيس التحرير
عصام كامل

محمد غنيم يكتب: صلاح vs الذئاب

فيتو

بدأ صلاح مسيرته مع عالم الكرة كما يعرف الجميع كلاعب صغير في فريق المقاولون العرب والمعروف بلقب «ذئاب الجبل»، ثم اتجه إلى الاحتراف الأوروبي حتى لعب في فريق روما الإيطالي وبزغ نجمه كلاعب كبير مع هذا النادي المعروف أيضًا بلقب «الذئاب».


تصبح بوابة «الذئاب» هي طريق عبور محمد صلاح خارج مصر، وكذلك بوابته إلى ليفربول حيث يشهد صعود مؤشر نجاح صلاح إلى أعلى مستوياته كأول لاعب عربي ومصري يحقق ما وصل إليه محمد صلاح في ملاعب إنجلترا وأوروبا، ويواصل اللاعب تألقه بإحراز الأهداف والألقاب الفردية حتى يصبح العنصر المؤثر والأساسي للصعود بفريق ليفربول إلى الدور قبل النهائي بدوري أبطال أوروبا.

يتجدد اللقاء ويواجه ليفربول فريق صلاح السابق روما «الذئاب»، ويتألق صلاح في مباراة الذهاب بإحراز هدفين، وصناعة هدفين آخرين، ويفوز فريق «الريدز» على فريق «الذئاب» بنتيجة 5-2 على ملعب أنفيلد، لتكون بوابة «الذئاب» هي نافذة محمد صلاح مرة أخرى من أجل العبور إلى نهائي أبطال أوروبا كحدث كبير في تاريخ اللاعب المصري.

بين ذئاب الجبل بمصر، وذئاب أوروبا، مشوار كبير خاضه محمد صلاح ليس بفوزه في مباريات كرة القدم فقط، بل وفي مواجهته لصعاب كثيرة وأحقاد وغيرة، ونظرات شك في قدرته كإنسان يمتلك الحق في الطموح والنجاح، وما أصعب اللعب مع الذئاب خارج ملاعب كرة القدم.

في أكثر من محفل تصيح الذئاب بوجه صلاح، وبابتسامة هادئة وذكاء فطري ينجح صلاح في المواجهة وينتصر، حدث هذا وسط آلاف الصيحات الغاضبة لجماهير فيورنتينا الإيطالي ناديه الأسبق، وكان الرد قاسيا من صلاح بهدف الفوز في مرماهم مع فريق روما، ثم تجدد الحال في مواجهة السيتي ومدربهم جوارديولا الذي صرح بعدم اقتناعه بقدرة صلاح على الاقتراب من المقارنة بليونيل ميسي، وكان رد صلاح أيضا قاسيا في ثلاث مواجهات متتالية ويكون هو صاحب التأثير الأقوى في تحقيق الفوز سواء في إحراز الأهداف أو صناعتها.

وكعادة الجماهير عند بداية سطوع نجم أسطوري جديد تبدأ المقارنات بمن يحبونهم من الأساطير التي تعيش في ذاكرتهم ووجدانهم، فبدأ محبو الخطيب وأبو تريكة في البحث عما يميز نجميهما عن محمد صلاح، وبعدما ارتفع سقف نجاحات صلاح وحصل على لقب أفضل لاعب في الموسم بالدوري الإنجليزي، بدأ عشاق كريستيانو وميسي في التقليل من صلاح وإبعاد حظوظه عن المنافسة على لقب أفضل لاعب في العالم هذا الموسم.

ويواصل صلاح تفوقه وصدارته محطما الأرقام القياسية ومتأهبا دوما للمزيد، يعطي النموذج الأفضل للجميع بكل المجالات، ولكن بعض الناس لا يريدون النموذج والقدوة الطيبة وإنما يريدون المشاركة والتقاسم فيما يصل إليه الإنسان الناجح، ويطمعون فيما لديه ظنًا منهم بأن ذلك لن يؤثر شيئا على هذا الشخص.

يذكرني ذلك بمشهد محاولة الفنان «حسن حسني» إقناع الفنان «هاني رمزي» في فيلم «غبي منه فيه» بأن السرقة شيء مقبول وطبيعي والجميع يسرقون، ويقول له لو أن شخصا يأكل من طبق كشري كبير ثم أخذت منه ملعقة واحدة فإنه لن يشعر بشيء، فتبدأ الأطماع تتزايد مع تزايد النجاحات؛ لأن الشخص الناجح لن يشعر بشيء.

إلا أن صلاح يشعر بشيء كبير من الإهانة وعدم الرقي في معاملته من أشخاص توسم فيهم الحرص على مستقبله والعمل لصالحه بما يضمن الحقوق للجميع، ويبدو أن الذئاب ترتبط دوما بمصير محمد صلاح، وستكون هي بوابة صلاح للوصول إلى نجاح أعلى وحلم جديد سيحققه رغم كل شيء، فقد اعتاد الملك المصري العبور من بوابة «الذئاب».
الجريدة الرسمية