يعيش «كيم جونج أون»!
كأنه لا يصدق نفسه "مون جاي إن" رئيس كوريا الجنوبية وهو يستقبل "كيم جونج أون" رئيس كوريا الشمالية! أخيرا الرجل الذي أذل ترامب وأمريكا عنده وداخل حدوده! أخيرا صاحب الصواريخ المرعبة يصافحه ويبتسم له وخلفه زوجته في زيارة فعليه! كاد أن ينطق بالعربية "ده إحنا زارنا النبي النهارده"! وكاد أن يذبح الذبائح ويرقص رقصة التحطيب أو "عشرة بلدي" كما يقولون !
على الجانب الآخر.. كاد ترامب يهلوس بلقائه مع كيم! ليس في المكان الذي يفرضه هو كما يفعل مع آخرين.. بل إن الأخبار تبث خبرا عاجلا أن ترامب يقول "سنحدد المكان الذي سيلتقي فيه "كيم جونج أون" ! وخبر آخر يقول عن ترامب "حددنا ثلاثة أماكن للقاء جونج وسنختار واحدا منها".
وخبر ثالث يقول "هم ثلاثة أماكن وليست خمسة المرشحة للقاء زعيم كوريا الشمالية "!
السؤال: كيف وصلت كوريا الشمالية إلى هذه المكانة؟ الإجابة باختصار وبغير تكرار السؤال بصيغ أخرى هي: تعرضت كوريا الشمالية لقصف أمريكي عنيف في الحرب الكورية أدى إلى خراب كبير وآلاف القتلي.. ولأنها اختارت نظاما سياسيا واقتصاديا أصبحت بشكل مباشر في عداء مع أمريكا.
وتمر الأيام ويسقط الاتحاد السوفيتي وتجري الصين تحولات كبري وتوقع الكثيرون تراجع في بيونج يانج العاصمة الكورية الشمالية.. إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث.. بل حدث العكس.. انفاق عسكري هائل مكن هذه الدولة الصغيرة نسبيا من امتلاك السلاح النووي وعلانية وقنبلة ضعف ما ألقيت على هيروشيما وصواريخ عابرة للقارات وتجربة صاروخية كل أسبوعين وقوة بحرية هي الأولى في العالم بـ 967 قطعة بحرية! تليها الصين بفارق كبير 714 قطعة بينما أمريكا الثالث بـ 415 قطعة وهي القائمة التي تحتل مصر مع الستة الكبار فيها المرتبة السادسة برصيد 372 قطعة باعتبارها البلد العربي والأفريقي الوحيد بها!
كوريا ساعدت مصر في حرب أكتوبر بالعتاد واطقم الضباط بعد علاقات متميزة مع مصر الستينيات بزعيمها التاريخي المؤسس "كيم ايل سونج" ( كنا سنلتقيه ونحن طلبه صغار بدعوة كوريا شمالية وتم منعنا من السفر مع عدد من الشخصيات العامة بقرار من عبد الأحد جمال الدين وزير الشباب في واقعة شهيرة )، وحتى الآن لا تقيم علاقات مع دولة العدو الإسرائيلي وبالتالي فهي ورغم الحصار الشامل ضدها لم تلجأ إلى تخفيفه بالتقرب لا من إسرائيل ولا من المنظمات اليهودية ولا طبعا من الولايات المتحدة ولم تتآمر على دول أخرى ولم تدعم أي إرهاب وترفع شعار الكرامة الوطنية وتتعامل رأس برأس مع أقوى بلد على الكوكب !
كوريا الشمالية تعرضت لأسوأ حملات التشهير من أسوأ إعلام في العالم وهو الإعلام الغربي واتباعه في كل مكان ممن يعيشون على الإعلام الأمريكي تحديدا ومع ذلك لا تستطيع أمريكا الاقتراب منها لأنه لن يجدي معها إلا القنبلة النووية وربما لن تجدي.. فالشمالية تدرك أنها خالية من الجواسيس والعملاء بفعل القبضة الأمنية القوية ولا حل لمراقبتها إلا الأقمار الصناعية فبذكاء وشجاعة وجهت صواريخها ناحية أمريكا فعلا وعلي أهداف موجعة وذهبت الصور إلى أمريكا ورأوها !!
الصواريخ الشمالية أعداد كبيرة منها محمول بغواصات تحت الماء وعلي كل هذه القطع البحرية وعلي بطاريات متحركة تغير مكانها باستمرار وبالتالي فضربها كلها مستحيل ولذلك بالقوة لا تعرف أمريكا وكل مجرمي العالم إلا هي لغة للتفاهم والتي هي بذلك عين العقل والمنطق فعلت كوريا الشمالية ذلك والي حد أن رئيس كوريا الجنوبية لا يصدق نفسه أنه التقي بكيم جونج أون بينما يهلوس ترامب باللقاء المرتقب معه !
وصلت الشمالية إلى ذلك بالسياسة الثابتة وبالتراكم فلم يأت رئيس ليغير ما فعله من سبقه وربما كان ذلك سببا في الإصرار على تولي أبناء كيم أل سونج الحكم هناك بعد تجارب أخرى رأوها في بلاد أخرى !
يعيش كيم جونج وكل من يذل أمريكا وحلفاءها!