رئيس التحرير
عصام كامل

بلاد ما بين النهرين.. الأفيون والقنب من أجل التعبد

فيتو

يبدو أن المخدرات لا سيما القنب والأفيون ليست نتاج المدنية الحديثة. إذ أوضحت دراسات تاريخية استخدامها قبل آلاف السنين خاصة في بلاد مابين النهرين. وارتبطت بطقوس وعوامل روحية وصياغة معتقدات خاصة.

يرى عديد من الباحثين أن حضارة ما بين النهرين ومنطقة الهلال الخصيب شهدت صناعات مثل تخمير الكحول قبل أكثر من عشرة آلاف عام.

ووفقا لمجلة Science المتخصصة، فإن العامل النفسي كان مهما في الجانب الثقافي للحضارات التي عاشت في تلك المنطقة.

على سبيل المثال تظهر الحفريات والدراسات أن الناس هناك استخرجوا الأفيون من نبتة الخشخاش واستخدموه. وبينت الدراسات وجود طقوسا خاصة لاستخدام الأفيون وضعت منذ أكثر من 3 آلاف عام. في حين أن نبتة القنب (الحشيش) استخدمت في بعض الصناعات الدوائية لسكان المنطقة.

ويبدو أنه من شبه المؤكد أن استخدام المخدرات بدأ في عصور ما قبل التاريخ وانتشر مع الهجرات البشرية التي شهدتها المنطقة، وهو ما تم رصده عبر دراسة الجينات الخاصة بسكان منطقة ما بين النهرين والأقوام المحيطة.

وذكرت المجلة المتخصصة عثور فريق تنقيب أثري ألماني على بقايا نباتية من القنب تعرض بعضها للاحتراق والتفحم نشأت في شرق ووسط آسيا، إذ بينت الدراسات أن الاستخدام الخاص للنبتة تمثل بتدخينها أو ابتلاعها.

ويعتقد بعض العلماء أن استخدام الأفيون والقنب لم يكن فقط من أجل الأدوية فقط بل أيضا من أجل صياغة مجموعة من المعتقدات والاتصال بالمجتمع الروحي، إذ كانت عملية الشفاء مرتبطة بالطقوس الدينية في الماضي، كما أن الدراسات بينت وجود طقوس خاصة توجب اتباعها من أجل استخدام النبتة المخدرة. وربما لعبت مواد أخرى في طقوس الشفاء، إذ وجد العلماء بقايا نباتات تعطي مفعولا مشابها للمخدرات مثل نبتة أزهار زنبق الماء الأزرق مخلوطا بمواد كحولية.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية